اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

غير فاحش فهو دليل على العقل والفهم ومن كان واسع الفم فهو شجاع ومن كان غليظ الشفتين فهو أحمق ومن كان متوسط الشفتين في الغلظ مع حمرة صادقة فهو معتدل ومن كانت أسنانه ملتوية أو ناتئة فهو خداع متحيل غير مأمون ومن كانت أسنانه منبسطة خفافا بينهما فلج فهو عاقل ثقة مأمون مدبر ومن كان لحم الوجه منه منتفخ الشدقين فهو جاهل غليظ الطبع ومن كان نحيف الوجه أصفر فهو ردىء خبيث خداع شكس ومن طال وجهه فهو وقح ومن كانت أصداغه منتفخة وأوداجه ممتلئة فهو غضوب ومن نظرت إليه فاحمر وخجل وربما دمعت عيناه أو تبسم تبسما لا يريده فهو لك متودد محب فيك لك في نفسه مهابة وإن كان ذا صوت جهر دل على الشجاعة والمعتدل بين الكد والتأني والغلظ والرقة دل على العقل والتدبير والصدق وسرعة الكلام ورقته يدل على الكذب والقحة والجهل الغلظ في الصوت دليل على الغضب وسوء الخلق الغنة في الصوت دليلة على الحمق وقلة الفطنة وكبر النفس التحرك الكثير دليل على الصلف والهذر والخداع والوقار في الجلسة وتدارك اللفظ وتحريك اليد في فضول الكلام دليل على تمام العقل والتدبير وصحة العقل قصر العنق دليل على الخبث والمكر طول العنق ورقته دليل على الحمق وال
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فهذا ما نقلته من أقوال الحكماء من أهل التجربة من العلماء بالطبيعة وهذه النعوت قد تكثر وتقل والحكم للغالب وقد تتساوى في الشخص فيدفع هذا حكم هذا بأن يكون في الشخص حكم أحدها بوجه في قضية خاصة وحكم أحدها بوجه آخر في قضية خاصة وبالجملة فإن الرياضة واستعمال العلم مؤثر في إزالة حكم كل صفة مذمومة مما ذكر ومن جرب وجد صحة ما قلناه فإن العادة طبيعة خامسة لها أثر في الطبيعة الأصلية هذا كله مجرب وصل محقق الاعتبار فيما ذكرناه من العلامات التي أعطت الطبيعة حكمها فيه وشهدت لها التجارب

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فاعلم أن لطيفة الإنسان المدبرة جسده لما كان لها وجه إلى النور المحض الذي هو أبوها ووجه إلى الطبيعة وهي الظلمة المحضة التي هي أمها كانت النفس الناطقة وسطا بين النور والظلمة وسبب توسطها في المكانة لكونها مدبرة كالنفس الكلية التي بين العقل والهيولى الكل وهو جوهر مظلم والعقل نور خالص فكانت هذه النفس الناطقة كالبرزخ بين النور والظلمة تعطي كل ذي حق حقه فمتى غلب عليها أحد الطرفين كانت لما غلب عليها وإن لم يكن لها ميل إلى أحد الجانبين تلقت الأمور على الاعتدال وأنصفت وحكمت بالحق فلنذكر في هذا الوصل اعتبار ما مشى في علامات الفراسة في الجسد

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فنقول أما البياض المفرط فاستفراغ الإنسان في النظر في عالم النور بحيث لا يبقى في استفراغه ما يدبر به عالم طبيعته كأبي عقال المغربي وأمثاله فيفسد سريعا قبل حصول الكمال وكذلك اعتبار السواد المفرط وهو استفراغه في عالم شهوته وطبيعته بحيث أن يحول بينه وبين النظر في علوم الأنوار وهي العلوم الإلهية فهذا مذموم الحال بلا خلاف فإذا كان وقتا ووقتا ووفى كل ذي حق حقه كما قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لي وقت لا يسعني فيه غير ربي فذلك الإمام العادل وأما اعتبار الطول والقصر فهو مدة إقامته في النظر في أحد العالمين فأما مدة ممتدة وهي الطول أو قليلة وهي القصر وينبغي من ذلك أن تكون المدة بقدر الحاجة وأما اعتدال اللحم في الرطوبة وبين الغلظ والرقة فهو اعتدال للإنسان
