﴿هٰالِكٌ إِلاّٰ وَجْهَهُ﴾ [القصص:88] و أن الأمر لله من قبل و من بعد فلما ادعى بلسانه إن هذا مما انطوى عليه جنانه و ربط عليه قلبه احتمل أن يكون صادقا فيما ادعاه إنه صفة له و يحتمل أن يكون كاذبا في إن ذلك صفة له فاختبره اللّٰه لإقامة الحجة له أو عليه بما كلفه من عبادته على الاختصاص لا العبادة السارية بسريان الألوهة و نصب له و بين عينيه الأسباب و أوقف ما تمس حاجة هذا المدعي على هذه الأسباب فلم يقض له بشيء إلا منها و على يديها فإن رزقه اللّٰه نورا يكشف به و يخترق سدف هذه الأسباب فيرى الحق تعالى من ورائها مسببا اسم فاعل أو يراه فيها خالقا و موجدا لحوائجه التي أضطره إليها فذلك المؤمن الذي هو على نور من ربه و بينة من أمره الصادق في دعواه الموفي حق المقام الذي ادعاه بالعناية الإلهية التي أعطاه ﴿وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللّٰهُ لَهُ نُوراً فَمٰا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾ [النور:40]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية