و لما خلق اللّٰه هذه النشأة الإنسانية و شرفها بما شرفها به من الجمعية ركب فيها الدعوى و ذلك ليكمل بها صورتها فإن الدعوى صفة إلهية قال تعالى ﴿إِنَّنِي أَنَا اللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنَا فَاعْبُدْنِي﴾ [ طه:14] فادعى أنه لا إله إلا هو و هي دعوى صادقة فمن ادعى دعوى صادقة لم تتوجه عليه حجة و كان له السلطان على كل من رد عليه دعواه لأن له الشدة و الغلبة و القهر لأنه صادق و الصدق الشدة فلا يقاوم و لما كانت الدعوى خبرا و الخبر نسبة الصدق إليه و نسبة الكذب على السواء بما هو خبر يقبل هذا و هذا علمنا عند ذلك أنه لا بد من الاختبار فادعى المؤمن الايمان و هو التصديق بوجود اللّٰه و أحديته و أنه لا إله إلا هو و أن كل شيء
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية