أي حكم فما عبد من عبد غير اللّٰه إلا لهذا الحكم فلم يعبد إلا اللّٰه و إن أخطئوا في النسبة إذ كان لله في كل شيء وجه خاص به ثبت ذلك الشيء فما خرج أحد عن عبادة اللّٰه و لما أراد اللّٰه أن يميز بين من عبده على الاختصاص و بين من عبده في الأشياء أمر بالهجرة من الأماكن الأرضية التي بعبد اللّٰه فيها في الأعيان ﴿لِيَمِيزَ اللّٰهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾ [الأنفال:37] فالخبيث هو الذي عبد اللّٰه في الأغيار و الطيب هو الذي عبد اللّٰه لا في الأغيار و جعل تعالى هذه الأرض محلا للخلافة فهي دار ملكه و موضع نائبه الظاهر بأحكام أسمائه فمنها خلقنا و فيها أسكننا أحياء و أمواتا و منها يخرجنا بالبعث في النشأة الأخرى حتى لا تفارقنا العبادة حيث كنا دنيا و آخرة و إن كانت الآخرة ليست بدار تكليف و لكنها دار عبادة فمن لم يزل منا مشاهدا لما خلق له في الدنيا و الآخرة فذلك هو العبد الكامل المقصود من العالم النائب عن العالم كله الذي لو غفل العالم كله أعلاه و أسفله زمنا فردا عن ذكر اللّٰه و ذكره هذا العبد قام في ذلك الذكر عن العالم كله و حفظ به على العالم وجوده و لو غفل العبد الإنساني عن الذكر لم يقم العالم مقامه في ذلك و خرب منه من زال عنه الإنسان الذاكر «قال النبي ﷺ لا تقوم الساعة و في الأرض من يقول اللّٰه اللّٰه»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية