«حدثنا غير واحد منهم ابن رستم مكين الدين أبو شجاع الأصفهاني إمام المقام بالحرم المكي الشريف و عمر بن عبد المجيد الميانشي عن أبي الفتح الكرخي عن الترياقي أبي نصر عن عبد الجبار بن محمد عن المحبوبي عن أبي عيسى الترمذي عن سفيان بن وكيع عن إسماعيل بن محمد عن جحادة عن عبد الجبار بن عباس عن الأغر أبي مسلم قال أشهد على أبي سعيد و أبي هريرة أنهما شهدا على النبي ﷺ قال من قال لا إله إلا اللّٰه و اللّٰه أكبر صدقه ربه و قال لا إله إلا أنا و أنا أكبر و إذا قال لا إله إلا اللّٰه وحده قال يقول اللّٰه لا إله إلا أنا و أنا وحدي و إذا قال لا إله إلا اللّٰه له الملك و له الحمد قال اللّٰه لا إله إلا أنا لي الملك و لي الحمد و إذا قال لا إله إلا اللّٰه و لا حول و لا قوة إلا بالله قال اللّٰه لا إله إلا أنا و لا حول و لا قوة إلا بي و كان يقول من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار» فمن أعطى الحق من نفسه لربه و لغيره و لنفسه من نفسه بإقامة الوزن على نفسه في ذلك فلم يترك لنفسه و لا لغيره عليه حقا جملة واحدة قام في هذا المقام بالقسط الذي شهد به لربه فإنها شهادة أداء الحقوق ﴿مَنْ يَكْتُمْهٰا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ﴾ [البقرة:283] و ما كان له من حق تعين له عند غيره أسقطه و لم يطالب به إذ كان له ذلك ف ﴿وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللّٰهِ﴾ [النساء:100] ثم يؤيد ما ذكرناه في إعطاء الحق في هذه الشهادة قوله بعد قوله ﴿قٰائِماً بِالْقِسْطِ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ فشهد اللّٰه لنفسه بتوحيده و شهد لملائكته و أولي العلم أنهم شهدوا له بالتوحيد فهذا من قيامه بالقسط و هو من باب فضل من أتى بالشهادة قبل أن يسألها فإن اللّٰه شهد لعباده أنهم شهدوا بتوحيده من قبل أن يسأل منه عباده ذلك و بين في هذه الآية أن الشهادة لا تكون إلا عن علم لا عن غلبة ظن و لا تقليد إلا تقليد معصوم فيما يدعيه فتشهد له بأنك على علم كما نشهد نحن على الأمم أن أنبياءها بلغتها دعوة الحق و نحن ما كنا في زمان التبليغ و لكنا صدقنا الحق فيما أخبرنا به في كتابه عن نوح و عاد و ثمود و قوم لوط و أصحاب الايكة و قوم موسى و شهادة خزيمة و ذلك لا يكون إلا لمن هو في إيمانه على علم بمن آمن به لا على تقليد و حسن ظن فاعلم ذلك
(التوحيد السادس)
من نفس الرحمن هو قوله ﴿اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلىٰ يَوْمِ الْقِيٰامَةِ﴾ [النساء:87] هذا أيضا توحيد الابتداء و هو توحيد الهوية المنعوت بالاسم الجامع للقضاء و الفصل فمن رحمة اللّٰه أنه قال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية