﴿بِشَهٰادٰاتِهِمْ قٰائِمُونَ﴾ [ المعارج:33] فلم تزل القوة الإلهية تمدهم بالمشاهدة فيبرزون بالصفات في موضع القدمين فلا و له إلا من حيث الاقتداء و لا ذكر إلا إقامة سنة أو فرض لا يحيدون عن سواء السبيل فهم بالحق و إن خاطبوا الخلق و عاشروهم فليسوا معهم و إن رأوهم لم يروهم إذ لا يرون منهم إلا كونهم من جملة أفعال اللّٰه فهم يشاهدون الصنعة و الصانع مقاما عمريا كما يقعد أحدكم مع نجار يصنع تابوتا فيشاهد الصنعة و الصانع و لا تحجبه الصنعة عن الصانع إلا إن شغل قلبه حسن الصنعة «فإن الدنيا كما قال عليه السّلام حلوة خضرة و هي من خضراء الدمن جارية حسناء في منبت سوء من أحسن إليها و أحبها أساءت إليه و حرمت عليه أخراه» و لقد أحسن القائل
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت *** له عن عدو في ثياب صديق
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية