فهذه الطائفة الأمناء الصديقون إذا أيدهم اللّٰه بالقوة الإلهية و أمدهم فهم معه بهذه النسبة على وجه المثال و هذا أعلى مقام يرقى فيه و أشرف غاية ينتهي إليها هذه الغاية القصوى إذ لا غاية إلا من حيث التوحيد لا من حيث الموارد و الواردات و هو المستوي إذ لا استواء إلا الرفيق الأعلى فهنيئا لهذه العصابة بما نالوه من حقائق المشاهدة و هنيئا لنا على التصديق و التسليم لهم بالموافقة و المساعدة
[عود على بدء:البسملة من طريق الأسرار]
مر بنا جواد اللسان في حلبة الكلام فلنرجع إلى ما كنا بسبيله و السلام فأقول همزة هذا الاسم المحذوفة بالإضافة تحقيق اتصال الوحدانية و تمحيق انفصال الغيرة فالألف و اللام الملصقة كما تقدم لتحقيق المتصل و محق المنفصل و الألف الموجودة في اللام الثانية لمحو آثار الغير المتحصل و الواو التي بعد الهاء ليس لها في الخط أثر و معناها في الوجود بهاء الهوية قد انتشر أبداها في عالم الملك بذاتها فقال ﴿هُوَ اللّٰهُ الَّذِي لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ﴾ [الحشر:22] فبدأ بالهوية و ختم و ملكها الأمر في الوجود و العدم و جعلها دالة على الحدوث و القدم و هو آخر ذكر الذاكرين و أعلاه فرجع العجز على الصدر فلاحت ليلة القدر و وقف بوجودها أهل العناية و التأييد على حقائق التوحيد فالوجود في نقطة دائرة هذا الاسم ساكن و قد اشتمل عليه بحقيقته اشتمال الأماكن على المتمكن الساكن
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية