﴿وَ لاٰ بَيْعٌ﴾ [النور:37] ... ﴿عَنْ ذِكْرِ اللّٰهِ﴾ [المائدة:91] أي لا يلهيهم شيء عن ذكر اللّٰه حين سمعوا المؤذن في هذا البيت يدعوا إلى اللّٰه و هو حاجب الباب فقال لهم حي على الصلاة أي أقبلوا على مناجاة ربكم فإنه قد تجلى لكم في صدر بيته و هي القبلة فإن اللّٰه في قبلة العبد فبادر أهل اللّٰه من بيعهم و تجارتهم المعلومة في الدنيا إلى هذا الذكر عند ما سمعوه فأقاموا الصلاة أي أتموا نشأتها حين أنشئوها بحسن الائتمام بإمامهم و حسن الركوع و السجود و ما تتضمنه من ذكر اللّٰه الذي هو أكبر ما فيها كما أخبر اللّٰه تعالى فقال ﴿إِنَّ الصَّلاٰةَ تَنْهىٰ عَنِ الْفَحْشٰاءِ وَ الْمُنْكَرِ﴾ [ العنكبوت:45] بسبب تكبيرة الإحرام فإنه حرم عليه التصرف في غير الصلاة ما دام في الصلاة فذلك الإحرام نهاه عن الفحشاء و المنكر فانتهى فصح له أجر من عمل بأمر اللّٰه و طاعته و أجر من انتهى عن محارم اللّٰه في نفس الصلاة و إن كان لم ينو ذلك
[إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر]
و انظر ما أشرف الصلاة كيف أعطت هذه المسألة العجيبة و هي أن الإنسان إذا تصرف في واجب فإن له ثواب من تصرف في واجب و يتضمن شغله بذلك الواجب عدم التفرغ لما نهي عنه أن يأتيه من الفحشاء و المنكر فيكون له ثواب من نوى أن لا يفعل فحشاء و لا منكرا فإن أكثر الناس تاركون ما لهم هذا النظر لعدم الحضور باستحضار الأولى و لو لم يكن الأمر كذلك لما أعطى فائدة في قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية