﴿وَ اسْجُدُوا لِلّٰهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ﴾ [فصلت:37] فجميع الليل و النهار و الشمس و القمر في الضمير و غلب هنا التأنيث على التذكير لأن الليل و النهار و الشمس و القمر منفعلون لا فاعلون فهو تشبيه واضح لمن عقل و جمعهن جمع من يعقل من المؤنث ينبه بذلك أيضا على نقص الدرجة التي تنبغي للذكورية و لم يقل خلقهم حتى لا يعظم قدرهم بتغليب التذكير عليهم فإن العرب تغلب المذكر على المؤنث في كلامها تقول زيد و الفواطم خرجوا و لا تقول خرجن فالله الذي خلقهن أولى بأن تعبدوه منهن لأن مرتبة الفاعل فوق مرتبة المنفعل فالحق أولى و أحق أن يعبد ممن له النقص من طريقين من كونه مخلوقا و من كونه مؤنثا
[العلماء بالله من الملائكة]
و قال ﴿إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ﴾ [الأعراف:206] يعني العلماء بالله من الملائكة الذين هم دون مقعر فلك القمر ﴿يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَ النَّهٰارِ﴾ [فصلت:38] و هم أعلم بالله منكم فلو كان ما اتخذتموه من هؤلاء آلهة لكانت الملائكة أولى بالسجود لهن منكم لعلمكم أنهم أعلم فهم يسجدون لله من غير سامة و لا فتور
(وصل السجدة الثالث عشرة)
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية