﴿فَمَنْ يُرِدِ اللّٰهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلاٰمِ وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمٰا يَصَّعَّدُ فِي السَّمٰاءِ﴾ [الأنعام:125] فكما إن الشرح لا يكون إلا بعد الضيق كذلك المطلوب لا يحصل إلا بعد سلوك الطريق و غفل المسكين عن تحصيل ما حصل له بالإلهام مما لا يحصل إلا بالفكر و الدليل عند أهل النهي و الأفهام و لقد صدق فيما قال فإنه ناظر بعين الشمال فسلموا له حاله و ثبتوا له محاله و ضعفوا منه محاله و قولوا له عليك بالاستعانة إن أردت الوصول إلى ما منه خرجت لا محالة و استروا عنه مقام المجاورة و عظموا له أجر التزاور و المزاورة و الموازرة فسيحزن عند الوصول إلى ما منه سار و سيفرح بما حصل في طريقه من الأسرار و صار و لو لا ما طلب الرسول صلى اللّٰه عليه و سلم بالمعراج ما رحل و لا صعد إلى السماء و لا نزل و كان يأتيه شأن الملإ الأعلى و آيات ربه في موضعه كما زويت له الأرض و هو في مضجعه و لكنه سر إلهي لينكره من شاء لأنه لا يعطيه الإنشاء و يؤمن به من شاء لأنه جامع للأشياء فعند ما أتيت على هذا العلم الذي لا يبلغه العقل وحده و لا يحصله على الاستيفاء الفهم قال لقد أسمعتني سرا غريبا و كشفت لي معنى عجيبا ما سمعته من ولي قبلك و لا رأيت أحدا تممت له هذه الحقائق مثلك على أنها عندي معلومة و هي بذاتي مرقومة ستبدو لك عند رفع ستاراتي و اطلاعك على إشاراتي و لكن أخبرني ما أشهدك عند ما أنزلك بحرمه و أطلعك على حرمه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية