«مشاهدة مشهد البيعة الإلهية»
قلت اعلم يا فصيحا لا يتكلم و سائلا عما يعلم لما وصلت إليه من الايمان و نزلت عليه في حضرة الإحسان أنزلني في حرمه و أطلعني على حرمه و قال إنما أكثرت المناسك رغبة في التماسك فإن لم تجدني هنا وجدتني هنا و إن احتجبت عنك في جمع تجليت لك في منى مع أني قد أعلمتك في غير ما موقف من مواقفك و أشرت به إليك غير مرة في بعض لطائفك إني و إن احتجبت فهو تجل لا يعرفه كل عارف إلا من أحاط علما بما أحطت به من المعارف أ لا تراني أتجلي لهم في القيامة في غير الصورة التي يعرفونها و العلامة فينكرون ربوبيتي و منها يتعوذون و بها يتعوذون و لكن لا يشعرون و لكنهم يقولون لذلك المنجلي نعوذ بالله منك و ها نحن لربنا منتظرون فحينئذ أخرج عليهم في الصورة التي لديهم فيقرون لي بالربوبية و على أنفسهم بالعبودية فهم لعلامتهم عابدون و للصورة التي تقررت عندهم مشاهدون فمن قال منهم إنه عبدني فقوله زور و قد باهتني و كيف يصح منه ذلك و عند ما تجليت له أنكرني فمن قيدني بصورة دون صورة فتخيله عبد و هو الحقيقة الممكنة في قلبه المستورة فهو يتخيل أنه يعبدني و هو يجحدني و العارفون ليس في الإمكان خفائي عن أبصارهم لأنهم غابوا عن الخلق و عن أسرارهم فلا يظهر لهم عندهم سوائي و لا يعقلون من الموجودات سوى أسمائي فكل شيء ظهر لهم و تجلى قالوا أنت المسبح الأعلى فليسوا سواء فالناس بين غائب و شاهد و كلاهما عندهم شيء واحد فلما سمعت كلامه و فهمت إشارته و إعلامه جذبني غيور إليه و أوقفني بين يديه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية