﴿وَ مَنْ يُعَظِّمْ حُرُمٰاتِ اللّٰهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ [الحج:30] يعني خير إله ممن يعظم شعائر اللّٰه إذا جعلنا خير بمعنى أفعل من ليميز بين تعظيم الشعائر و تعظيم حرمات اللّٰه فإن حرمة اللّٰه ذاتية فهو يقتضي التعظيم لذاته بخلاف الأسباب المعظمة فإن الناظر في الدليل ما هو الدليل له مطلوب لذاته فينتقل عنه و يفارقه إلى مدلوله فلهذا العالم دليل على اللّٰه لأنا نعبر منه إليه تعالى و لا نبغي أن نتخذ الحق دليلا على العالم فكنا نجوز منه إلى العالم و هذا لا يصح فما أعلى كلام النبوة حيث «قال من عرف نفسه عرف ربه» و قال تعالى ﴿أَ فَلاٰ يَنْظُرُونَ إِلَى﴾ [الغاشية:17] كذا و عدد المخلوقات لتتخذ أدلة عليه لا ليوقف معها فهذا الفرق بين حرمات اللّٰه و شعائر اللّٰه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية