[اللّٰه هو الكبير على الإطلاق غير مفاضلة و لا تقييد]
فنقول ثاني مرة اللّٰه أكبر تعظيما لحرمة اللّٰه لا بمعنى المفاضلة و ذلك معروف في اللسان فمعناه اللّٰه الكبير لا أفعل من فهو الكبير واضع الأسباب و أمرنا بتعظيمها و من لا عظمة له ذاتية لنفسه فعظمته عرض في حكم الزوال فالكبير على الإطلاق من غير تقييد و لا مفاضلة هو اللّٰه فهذه التكبيرة الثانية المشروعة في الأذان و أنها لهاتين الصورتين فإن ربع التكبير فيكون تثنية التكبيرة الواحدة على الحد الذي ذكرناه حسا و عقلا أي كما كبره اللسان بلفظ المفاضلة كذلك كبيرة عقلا كأنه يقول اللّٰه أكبر باللسان كما هو أكبر بالعقل أي هو أكبر بدليل الحسر و دليل العقل ثم يثني التكبيرة الأخرى أيضا حسا و عقلا فيقول اللّٰه أكبر أي هو الكبير لا بطريق المفاضلة حسا اللّٰه أكبر أي هو الكبير لا بطريق المفاضلة عقلا حرمة و شرعا فهذا مشهد من ربع التكبير في الأذان الذي هو الإعلام بالإعلان
[الشهادة بالألوهية أن تعى ما ينبغي لجلال اللّٰه فتضيف الكل إليه]
ثم قال أشهد أن لا إله إلا اللّٰه أشهد أن لا إله إلا اللّٰه خفيا يسمع نفسه و هو بمنزلة من يتصور الدليل أولا في نفسه ثم بعد ذلك يتلفظ به و ينطق معلنا في مقابلة خصمه أو ليعلم غيره مساق ذلك الدليل و ذلك أن يشهد هذا المؤذن في هذه الشهادة أنه يرى الأسباب المحجوبة عن المعرفة بالله التي أعطيت قوة النطق و حجبت عن إدراك الأمر في نفسه بالجهل أو عن إدراك ما ينبغي لجلال اللّٰه من إضافة الكل إليه بحجاب الغفلة فيقول الجاهل ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلىٰ﴾ [النازعات:24] أو المستخف و هو ضرب من الجهل أو يقول
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية