[العذاب في جهنم على مراتب و طبقات]
فإن اللّٰه قد رتب مراتب و طبقات للعذاب في نار جهنم لأعمال مخصوصة بأعضاء مخصوصة على ميزان معلوم لا يتعداه فالمؤمن ليس للنار اطلاع على محل إيمانه البتة فما له نصيب في النار ﴿اَلَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ﴾ [الهمزة:7] و إن خرج عنه هناك فإن عنايته سارية في محله من الإنسان و إنما يخرج عنه ليحميه و يرد عنه من عذاب اللّٰه ما شاء اللّٰه كما خرج عنه في الدنيا إذا أوقع المعصية «قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في المؤمن يشرب الخمر و يسرق و يزني إنه لا يفعل شيئا من ذلك و هو مؤمن حال فعله و قال إن الايمان يخرج عنه في ذلك الوقت حال الفعل» و تأول الناس هذا الحديث على غير وجهه لأنهم ما فهموا مقصود الشارع و فسروا الايمان بالأعمال فقالوا إنه أراد العمل فأبان النبي صلى اللّٰه عليه و سلم مراده بذلك في الحديث الآخر
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية