«فقال صلى اللّٰه عليه و سلم إن العبد إذا زنى خرج عنه الايمان حتى يصير عليه كالظلة فإذا أقلع رجع إليه الايمان»
[المعصية و الايمان لا يجتمعان]
فاعلم أن الحكمة الإلهية في ذلك أن العبد إذا شرع في المخالفة التي هو بها مؤمن أنها مخالفة و معصية فقد عرض نفسه بفعله إياها لنزول عذاب اللّٰه عليه و إيقاع العقوبة به و أن ذلك الفعل يستدعي وقوع البلاء به من اللّٰه فيخرج عنه إيمانه الذي في قلبه حتى يكون عليه مثل الظلة فإذا نزل البلاء من اللّٰه يطلبه تلقاه إيمانه فيرده عنه فإن الايمان لا يقاومه شيء و يمنعه من الوصول إليه رحمة من اللّٰه و ما بعد بيان رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم بيان و لهذا قلنا إن العبد المؤمن لا يخلص له أبدا معصية لا تكون مشوبة بطاعة و هي كونه مؤمنا بها أنها معصية فهو من الذين ﴿خَلَطُوا عَمَلاً صٰالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً﴾ [التوبة:102] فقال اللّٰه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية