فجعلها للابصار و الاعتبار إنما هو للبصائر فذكر الأبصار لأنها الأسباب المؤدية إلى الباطن ما يعتبر فيه عين البصيرة و هكذا جميع الأعضاء كلها
[هل الكفار مخاطبون بفروع الشريعة]
و أما قول العلماء في هذه الطهارة هل من شرط وجوبها الإسلام فهو قولهم هل الكفار مخاطبون بفروع الشريعة و إن المنافق إذا توضأ هل أدى واجبا أم لا و هي مسألة خلاف تعم جميع الأحكام المشروعة فمذهبنا أن جميع الناس كافة من مؤمن و كافر و منافق مكلفون مخاطبون بأصول الشريعة و فروعها و أنهم مؤاخذون يوم القيامة بالأصول و بالفروع و لهذا كان المنافق ﴿فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النّٰارِ﴾ [النساء:145] و هو باطن النار و إن المنافق معذب بالنار ﴿اَلَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ﴾ [الهمزة:7] إذ أتى في الدنيا بصورة ظاهر الحكم المشروع من التلفظ بالشهادة و إظهار تصديق الرسل و الأعمال الظاهرة و ما عندهم في بواطنهم من الايمان مثقال ذرة فبهذا القدر تميزوا من الكفار و قيل فيهم إنهم منافقون قال تعالى ﴿إِنَّ(اللّٰهَ جٰامِعُ)الْمُنٰافِقِينَ وَ الْكٰافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً﴾ فذكر الدار فالمنافقون يعذبون في أسفل جهنم و الكافرون لهم عذاب في الأعلى و الأسفل
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية