[الطهارة في القلب و في الأعضاء]
و أما قول العلماء إنها تجب على البالغ العاقل بالإجماع و اختلفوا في الإسلام فكذلك عندنا تجب هذه الطهارة على العاقل و هو الذي يعقل عن اللّٰه أمره و نهيه و ما يلقيه اللّٰه في سره و يفرق بين خواطر قلبه فيما هو من اللّٰه أو من نفسه أو من لمة الملك أو من لمة الشيطان و ذلك هو الإنسان فإذا بلغ في المعرفة و التمييز إلى هذا الحد و عقل عن اللّٰه ما يريد منه و سمع «قول اللّٰه تعالى وسعني قلب عبدي» وجب عليه عند ذلك استعمال هذه الطهارة في قلبه و في كل عضو يتعلق به على الحد المشروع فإن طهارة البصر مثلا في الباطن هو النظر في الأشياء بحكم الاعتبار و عينه فلا يرسل بصره عبثا و لا يكون مثل هذا إلا لمن تحقق باستعمال الطهارة المشروعة في محلها كلها قال تعالى ﴿إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصٰارِ﴾ [آل عمران:13]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية