ففصل أمر طاعة اللّٰه من طاعة رسوله صلى اللّٰه عليه و سلم فلو كان يعني بذلك ما بلغ إلينا من أمر اللّٰه تعالى لم تكن ثم فائدة زائدة فلا بد أن يوليه رتبة الأمر و النهي فيأمر و ينهى فنحن مأمورون بطاعة رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم عن اللّٰه بأمره و قال تعالى ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطٰاعَ اللّٰهَ﴾ [النساء:80] و طاعتنا له فيما أمر به صلى اللّٰه عليه و سلم و نهى عنه مما لم يقل هو من عند اللّٰه فيكون قرآنا قال اللّٰه عز و جل ﴿وَ مٰا آتٰاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مٰا نَهٰاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر:7] فأضاف النهي إليه صلى اللّٰه عليه و سلم فأتى بالألف و اللام في الرسول يريد بهما التعريف و العهد أي الرسول الذي استخلفناه عنا فجعلنا له أن يأمر و ينهى زائدا على تبليغ أمرنا و نهينا إلى عبادنا ثم قال تعالى في الآية عينها ﴿وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النساء:59] أي إذا ولي عليكم خليفة عن رسولي أو وليتموه من عندكم كما شرع لكم فاسمعوا له و أطيعوا و لو كان عبدا حبشيا مجدع الأطراف فإن في طاعتكم إياه طاعة رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و لهذا لم يستأنف في أولي الأمر أطيعوا و اكتفى بقوله ﴿أَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾ [النساء:59] و لم يكتف بقوله ﴿أَطِيعُوا اللّٰهَ﴾ [آل عمران:32] عن قوله ﴿أَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾ [النساء:59] ففصل لكونه تعالى ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] و استأنف القول بقوله ﴿وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾ [النساء:59]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية