و من علم الأولين علم الأسماء التي علمها اللّٰه آدم و ربما يكون من علم الآخرين علم هذه المحامد التي يحمد بها ربه يوم القيامة
(مسألة أخرى من هذا الباب)
[الخلافة الإلهية]
إنما كانت الخلافة لآدم عليه السلام دون غيره من أجناس العالم لكون اللّٰه تعالى خلقه على صورته فالخليفة لا بد أن يظهر فيما استخلف عليه بصورة مستخلفه و إلا فليس بخليفة له فيهم فأعطاه الأمر و النهي و سماه بالخليفة و جعل البيعة له بالسمع و الطاعة في المنشط و المكره و العسر و اليسر و أمر اللّٰه سبحانه عباده بالطاعة لله و لرسوله و الطاعة لأولي الأمر منهم فجمع رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم بين الرسالة و الخلافة كداود عليه السلام فإن اللّٰه نص على خلافته عن اللّٰه بقوله تعالى ﴿فَاحْكُمْ بَيْنَ النّٰاسِ بِالْحَقِّ﴾ [ص:26] و أجمل خلافة آدم عليه السلام
[الفرقان بين الرسول و الخليفة]
و ما كل رسول خليفة فمن أمر و نهى و عاقب و عفا و أمر اللّٰه بطاعته و جمعت له هذه الصفات كان خليفة و من بلغ أمر اللّٰه و نهيه و لم يكن له من نفسه إذن من اللّٰه تعالى أن يأمر و ينهى فهو رسول يبلغ رسالات ربه و بهذا بان لك الفرقان بين الرسول و الخليفة
[طاعة اللّٰه و طاعة الرسول و أولى الأمر]
و لهذا جاء بالألف و اللام في قوله تعالى ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطٰاعَ اللّٰهَ﴾ [النساء:80] و قال عز و جل ﴿يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّٰهَ﴾ [النساء:59] أي فيما أمركم به على لسان رسوله صلى اللّٰه عليه و سلم مما قال فيه صلى اللّٰه عليه و سلم ﴿إِنَّ اللّٰهَ يَأْمُرُكُمْ﴾ [البقرة:67] و هو كل أمر جاء في كتاب اللّٰه تعالى ثم قال ﴿وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾ [النساء:59]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية