المكتبة الأكبرية: القرآن الكريم: سورة النازعات: [الآية 28]
![]() |
![]() |
![]() |
سورة النازعات | ||
![]() |
رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّىٰهَا ﴿28﴾
![]() |
![]() |
تفسير الجلالين:
«رفع سمكها» تفسير لكيفية البناء، أي جعل سمتها في جهة العلو رفيعا، وقيل سمكها سقفها «فسواها» جعلها مستوية بلا عيب.
تفسير الشيخ محي الدين:
يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها (43) إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاه (44)
فمنتهاها ربها .
------------
(44) الفتوحات ج 2 / 43تفسير ابن كثير:
أي جعلها عالية البناء بعيدة الفناء مستوية الأرجاء مكللة بالكواكب في الليلة الظلماء.
تفسير الطبري :
قوله تعالى {أأنتم أشد خلقا} يريد أهل مكة، أي أخلقكم بعد الموت أشد في تقديركم {أم السماء} فمن قدر على السماء قدر على الإعادة؛ كقوله تعالى {لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس}[غافر : 57] وقوله تعالى {أوليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم}[يس : 81]، فمعنى الكلام التقريع والتوبيخ. ثم وصف السماء فقال {بناها} أي رفعها فوقكم كالبناء. {رفع سمكها} أي أعلى سقفها في الهواء؛ يقال : سمكت الشيء أي رفعته في الهواء، وسمك الشيء سموكا : ارتفع. وقال الفراء : كل شيء حمل شيئا من البناء وغيره فهو سمك. وبناء مسموك وسنام سامك تامك أي عال، والمسموكات : السموات. ويقال : أسمك في الديم، أي أصعد في الدرجة. {فسواها} أي خلقها خلقا مستويا، لا تفاوت فيه، ولا شقوق، ولا فطور. قوله تعالى {وأغطش ليلها} أي جعله مظلما؛ غطش الليل وأغطشه الله؛ كقولك : ظلم [الليل] وأظلمه الله. ويقال أيضا : أغطش الليل بنفسه. وأغطشه الله كما يقال : أظلم الليل، وأظلمه الله. والغطش والغبش : الظلمة. ورجل أغطش : أي أعمى، أو شبيه به، وقد غطش، والمرأة غطشاء؛ ويقال : ليلة غطشاء، وليل أغطشى وفلاة غطشى لا يهتدى لها؛ قال الأعشى : ويهماء بالليل غطشى الفلا ** ة يؤنسني صوت فيادها وقال الأعشى أيضا : عقرت لهم موهنا ناقتي ** وغامرهم مدلهم غطش يعني بغامرهم ليلهم، لأنه غمرهم بسواده. وأضاف الليل إلى السماء لأن الليل يكون بغروب الشمس، والشمس مضاف إلى السماء، ويقال : نجوم الليل، لأن ظهورها بالليل. قوله تعالى {وأخرج ضحاها} أي أبرز نهارها وضوءها وشمسها. وأضاف الضحا إلى السماء كما أضاف إليها الليل؛ لأن فيها سبب الظلام والضياء وهو غروب الشمس وطلوعها. {والأرض بعد ذلك دحاها} أي بسطها. وهذا يشير إلى كون الأرض بعد السماء. وقد مضى القول فيه في أول البقرة عند قوله تعالى {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا، ثم استوى إلى السماء}[البقرة : 29] مستوفى. والعرب تقول : دحوت الشيء أدحوه دحوا : إذا بسطته. ويقال لعش النعامة أُدحِي؛ لأنه مبسوط على وجه الأرض. وقال أمية بن أبي الصلت : وبث الخلق فيها إذ دحاها ** فهم قطانها حتى التنادي وأنشد المبرد : دحاها فلما رآها استوت ** على الماء أرسى عليها الجبالا وقيل : دحاها سواها؛ ومنه قول زيد بن عمرو : وأسلمت وجهي لمن أسلمت ** له الأرض تحمل صخرا ثقالا دحاها فلما استوت شدها ** بأيد وأرسى عليها الجبالا وعن ابن عباس : خلق الله الكعبة ووضعها على الماء على أربعة أركان، قبل أن يخلق الدنيا بألف عام، ثم دحيت الأرض من تحت البيت. وذكر بعض أهل العلم أن {بعد} في موضع {مع} كأنه قال : والأرض مع ذلك دحاها؛ كما قال تعالى {عتل بعد ذلك زنيم}[القلم : 13]. ومنه قولهم : أنت أحمق وأنت بعد هذا سيء الخلق، قال الشاعر : فقلت لها عني إليك فإنني ** حرام وإني بعد ذاك لبيب أي مع ذلك لبيب. وقيل : بعد : بمعنى قبل؛ كقوله تعالى {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر}[الأنبياء : 105] أي من قبل الفرقان، قال أبو خراش الهذلي : حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا ** خراش وبعض الشر أهون من بعض وزعموا أن خراشا نجا قبل عروة. وقيل {دحاها} : حرثها وشقها. قال ابن زيد. وقيل : دحاها مهدها للأقوات. والمعنى متقارب وقراءة العامة {والأرض} بالنصب، أي دحا الأرض. وقرأ الحسن وعمرو بن ميمون {والأرض} بالرفع، على الابتداء؛ لرجوع الهاء. ويقال : دحا يدحو دحوا ودحى يدحى دحيا؛ كقولهم : طغى يطغي ويطغو ، وطغي يطغي، ومحا يمحو ويمحي، ولحى العود يلحى ويلحو، فمن قال : يدحو قال دحوت ومن قال يدحى قال دحيت {أخرج منها} أي أخرج من الأرض {ماءها} أي العيون المتفجرة بالماء. {ومرعاها} أي النبات الذي يرعى. وقال القتبي : دل بشيئين على جميع ما أخرجه من الأرض قوتا ومتاعا للأنام من العشب والشجر والحب والتمر والعصف والحطب واللباس والنار والملح؛ لأن النار من العيدان والملح من الماء. {والجبال أرساها} قراءة العامة {والجبال} بالنصب، أي وأرسى الجبال {أرساها} يعني : أثبتها فيها أوتادا لها. وقرأ الحسن وعمرو بن ميمون وعمرو بن عبيد ونصر بن عاصم {والجبال} بالرفع على الابتداء. ويقال : هلا أدخل حرف العطف على {أخرج} فيقال : إنه حال بإضمار قد؛ كقوله تعالى {حصرت صدورهم}[النساء : 90]. {متاعا لكم} أي منفعة لكم {ولأنعامكم} من الإبل والبقر والغنم. و{متاعا} نصب على المصدر من غير اللفظ؛ لأن معنى {أخرج منها ماءها ومرعاها} أمتع بذلك. وقيل : نصب بإسقاط حرف الصفة تقديره لتتمتعوا به متاعا.
التفسير الميسّر:
أبَعْثُكم أيها الناس- بعد الموت أشد في تقديركم أم خلق السماء؟ رفعها فوقكم كالبناء، وأعلى سقفها في الهواء لا تفاوت فيها ولا فطور، وأظلم ليلها بغروب شمسها، وأبرز نهارها بشروقها. والأرض بعد خلق السماء بسطها، وأودع فيها منافعها، وفجَّر فيها عيون الماء، وأنبت فيها ما يُرعى من النباتات، وأثبت فيها الجبال أوتادًا لها. خلق سبحانه كل هذه النعم منفعة لكم ولأنعامكم. (إن إعادة خلقكم يوم القيامة أهون على الله من خلق هذه الأشياء، وكله على الله هين يسير).
تفسير السعدي
{ رَفَعَ سَمْكَهَا } أي: جرمها وصورتها، { فَسَوَّاهَا } بإحكام وإتقان يحير العقول، ويذهل الألباب،
تفسير البغوي
"رفع سمكها"، سقفها "فسواها"، بلا شطور ولا شقوق ولا فطور.
الإعراب:
(رَفَعَ) ماض فاعله مستتر و(سَمْكَها) مفعول به والجملة مفسرة (فَسَوَّاها) ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة معطوفة على ما قبلها.
---
Traslation and Transliteration:
RafaAAa samkaha fasawwaha
اختر السورة:
اختر الًصفحة:
يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!