اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[إذا قبل الروح الصورة الطبيعية]
فاعلم أنه إذا قبل الروح الصورة الطبيعية في الأجساد المتخيلة لا في الأجسام المحسوسة التي جرت العادة بإدراكها فإن الأجساد المتخيلة أيضا معتادة الإدراك لكن ما كل من يشهدها يفرق بينها وبين الأجسام الحقيقية عندهم ولهذا
لم يعرف الصحابة جبريل حين نزل في صورة أعرابي وما علمت أن ذلك جسد متخيل حتى عرفهم النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لما قال لهم هذا جبريل
ولم يقم بنفسهم شك أنه عربي وكذلك مريم حين تمثل لها الملك بَشَراً سَوِيًّا لأنه ما كانت عندها علامة في الأرواح إذا تجسدت وكذا يظهر الحق لعباده يوم القيامة فيتعوذون منه لعدم معرفتهم به فكان الحكم في الجناب الإلهي والروحاني في الصور سواء في حق المتجلي له من الجهل به فلا بد لمن اعتنى الله به من علامة بها يعرف تجلى الحق من تجلى الملك من تجلى الجان من تجلى البشر إذا أعطوا قوة الظهور في الصور كقضيب البان وأمثاله فإذا كان البشر بهذه النشأة الترابية العنصرية له قوة التحول في الصور في عين الرائي وهو على صورته فهذا التحول في الأرواح أقرب فاعلم من ترى وبما ذا ترى وما هو الأمر عليه وقد بينا ذلك في باب المعرفة في علم الخيال فانظره هناك فإ