The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 49 - from the part 1 - «مشاهدة مشهد البيعة الإلهية»

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page49-from part1-«مشاهدة مشهد البيعة الإلهية»


ما فعلوا ولو عرفوا من مكانهم ما انتقلوا لكن حجبوا بشفعية الحقائق عن وترية الحق الخالق الذي خلق الله به الأرض والطرائق فنظروا مدارج الأسماء وطلبوا معارج الإسراء وتخيلوها أعظم منزلة تطلب وأسنى حالة يقصد الحق تعالى فيها ويرغب فسير بهم على براق الصدق ورفارفه وحققهم بما عاينوه من آياته ولطائفه وذلك لما كانت النظرة شمالية وكانت الفطرة على النشأة الكمالية تقابل بوجهها في أصل الوضع نقطة الدائرة فشطر مهجتها من الجانب الأيمن منقبة ومن الجانب الغربي سافرة فلو سفرت عن اليمين لنالت من أول طرفتها مقام التمكين في مشاهدة التعيين ويا عجبا لمن هو في أعلى عليين ويتخيل أنه في أسفل سافلين أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ من الْجاهِلِينَ فشمالها يمين مديرها ووقوفها في موضعها الذي وجدت فيه غاية مسيرها فإذا ثبت عند العاقل ما أشرت إليه وصح وعلم إن إليه المرجع فمن موقفه لم يبرح لكن يتخيل المسكين القرع والفتح ويقول وهل في مقابلة الضيق والحرج إلا السعة والشرح ثم يتلو ذلك قرآنا على الخصماء فَمَنْ يُرِدِ الله أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ ومن يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ في السَّماءِ فكما إن الشرح لا يكون إلا بعد الضيق كذلك المطلوب لا يحصل إلا بعد سلوك الطريق وغفل المسكين عن تحصيل ما حصل له بالإلهام مما لا يحصل إلا بالفكر والدليل عند أهل النهي والأفهام ولقد صدق فيما قال فإنه ناظر بعين الشمال فسلموا له حاله وثبتوا له محاله وضعفوا منه محاله وقولوا له عليك بالاستعانة إن أردت الوصول إلى ما منه خرجت لا محالة واستروا عنه مقام المجاورة وعظموا له أجر التزاور والمزاورة والموازرة فسيحزن عند الوصول إلى ما منه سار وسيفرح بما حصل في طريقه من الأسرار وصار ولو لا ما طلب الرسول صلى الله عليه وسلم بالمعراج ما رحل ولا صعد إلى السماء ولا نزل وكان يأتيه شأن الملإ الأعلى وآيات ربه في موضعه كما زويت له الأرض وهو في مضجعه ولكنه سر إلهي لينكره من شاء لأنه لا يعطيه الإنشاء ويؤمن به من شاء لأنه جامع للأشياء فعند ما أتيت على هذا العلم الذي لا يبلغه العقل وحده ولا يحصله على الاستيفاء الفهم قال لقد أسمعتني سرا غريبا وكشفت لي معنى عجيبا ما سمعته من ولي قبلك ولا رأيت أحدا تممت له هذه الحقائق مثلك على أنها عندي معلومة وهي بذاتي مرقومة ستبدو لك عند رفع ستاراتي واطلاعك على إشاراتي ولكن أخبرني ما أشهدك عند ما أنزلك بحرمه وأطلعك على حرمه‏

«مشاهدة مشهد البيعة الإلهية»

قلت اعلم يا فصيحا لا يتكلم وسائلا عما يعلم لما وصلت إليه من الايمان ونزلت عليه في حضرة الإحسان أنزلني في حرمه وأطلعني على حرمه وقال إنما أكثرت المناسك رغبة في التماسك فإن لم تجدني هنا وجدتني هنا وإن احتجبت عنك في جمع تجليت لك في منى مع أني قد أعلمتك في غير ما موقف من مواقفك وأشرت به إليك غير مرة في بعض لطائفك إني وإن احتجبت فهو تجل لا يعرفه كل عارف إلا من أحاط علما بما أحطت به من المعارف أ لا تراني أتجلي لهم في القيامة في غير الصورة التي يعرفونها والعلامة فينكرون ربوبيتي ومنها يتعوذون وبها يتعوذون ولكن لا يشعرون ولكنهم يقولون لذلك المنجلي نعوذ بالله منك وها نحن لربنا منتظرون فحينئذ أخرج عليهم في الصورة التي لديهم فيقرون لي بالربوبية وعلى أنفسهم بالعبودية فهم لعلامتهم عابدون وللصورة التي تقررت عندهم مشاهدون فمن قال منهم إنه عبدني فقوله زور وقد باهتني وكيف يصح منه ذلك وعند ما تجليت له أنكرني فمن قيدني بصورة دون صورة فتخيله عبد وهو الحقيقة الممكنة في قلبه المستورة فهو يتخيل أنه يعبدني وهو يجحدني والعارفون ليس في الإمكان خفائي عن أبصارهم لأنهم غابوا عن الخلق وعن أسرارهم فلا يظهر لهم عندهم سوائي ولا يعقلون من الموجودات سوى أسمائي فكل شي‏ء ظهر لهم وتجلى قالوا أنت المسبح الأعلى فليسوا سواء فالناس بين غائب وشاهد وكلاهما عندهم شي‏ء واحد فلما سمعت كلامه وفهمت إشارته وإعلامه جذبني غيور إليه وأوقفني بين يديه‏

(مخاطبات التعليم والألطاف بسر الكعبة من الوجود والطواف)

ومد اليمين فقبلتها ووصلتني الصورة التي تعشقتها فتحول لي في صورة الحياة فتحولت له في صورة الممات فطلبت الصورة تبايع الصورة فقالت لها لم تحسني السيرة وقبضت يمينها عنها وقالت لها ما عرفت لها في عالم الشهادة كنها ثم تحول لي في صورة البصر



- Meccan conquests - page49-from the part1


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!