The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 432 - from the part 4 - [كرم الأصول يدل على عدم الفضول‏]

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page432-from part4-[كرم الأصول يدل على عدم الفضول‏]


تيقنت أن الأمر بالحق قائم *** وأن لسان الحق في قبة الفضل‏

قال لا يدخل الفضل في الجزاء وبهذا كان فضلا فعطاء الله كله فضل لأن التوفيق منه فضل والعمل له وهو العامل فالحاصل عن العمل بالموازنة وإن كان جزاء فهو فضل بالأصالة فالجزاء موازنة للعمل فهو للعمل لا للعامل ولا للعامل به فإن العامل هو الحق وما يعود عليه مما أعطاه ما وجد له ذلك العطاء والعمل لا يقبل بذاته ذلك العطاء لنفسه ولا بد له من قابل وأعطاه العمل لمن ظهر به وهو العبد الذي كان محلا لظهور هذا العمل الإلهي فيه فهو أيضا محل للعطاء الإلهي لأنه يلتذ به أو يألم إن كان عقوبة فقد علمت الجزاء والمجازي والمجازي والسلام‏

[كرم الأصول يدل على عدم الفضول‏]

ومن ذلك كرم الأصول يدل على عدم الفضول‏

كرم الأصل دليل واضح *** في بقاء الكون من موجدة

فإذا عينه موجدة *** كان بالتعيين من مشهده‏

قال العاقل العالم من لا شغل له إلا بما يعنيه وما ثم إلا ما يعنيه يعني إذا أضيف العمل إلى الله فإذا أضيف إلى المخلوق فلا يخلو إما أن يعتبر فيه التكليف المشروع أو لا يعتبر فإن لم يعتبر فما اشتغل أحد إلا بما يعنيه أي بما له به عناية لأنه اشتغل بما له فيه غرض من تحصيل أو دفع وإذا اعتبرت التكليف وخرج الاشتغال من المكلف عما رسم له الوقت وطلبه منه فقد اشتغل بما لا يعنيه أي بما ليس له به عناية شرعية ولذلك‏

ورد من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه‏

والإسلام حكم شرعي ولم يقل من حسن فعل المرء تركه ما لا يعنيه فإنه ما ترك إلا ما يعنيه تركه ولا فعل إلا ما يعنيه فعله‏

[لا يرتضي إلا أهل الرضي‏]

ومن ذلك لا يرتضي إلا أهل الرضي‏

إن الرضي الذي يرضى بنقلته *** في كل حال إلى ما فيه مرضاته‏

فإن تعدى ولم يثبت بمنزله *** فذاك من حرمت عليه أقواته‏

قال الرضاء ممن كان لا يكون إلا بالقليل لمن يعلم أن ثم ما هو أكثر من الحاصل في الوقت ولا بد من الرضاء من الطرفين لأن الباقي لا يتناهى فلا سبيل إلى نيله ولا إلى دخوله في الوجود فلو حصلت ما عسى أن تحصل فلا بد من الرضاء فرضي الله عنهم بما أعطوه من بذل المجهود وغير بذل المجهود ورضوا عنه بما أعطاهم مما يقتضي الوجود الجود أكثر من ذلك لكن العلم والحكمة غالبة ولذلك يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ وإن ارتفع التكليف في الآخرة فما ارتفع ما ينبغي فما انبغي إلا ما حصل فالناس في الآخرة مع ربهم في عبادة ذاتية وهم في الدنيا في عبادة مشروعة إلا من اختصه الله من عباده فأعطاه في الدنيا حال الآخرة كرابعة العدوية

[من جهل المحدث جهل المحدث‏]

ومن ذلك من جهل المحدث جهل المحدث‏

جهلنا بالله ما قام بنا *** دون أن نعرف ما نحمله‏

فإذا عرفنا الحق به *** عنده نعرف ما نجهله‏

قال‏

قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم من عرف نفسه عرف ربه‏

فمن عجز عن معرفة نفسه عجز عن معرفة ربه وقد تكون المعرفة بالشي‏ء العجز عن المعرفة به فيعرف العارف أن هذا المطلوب لا يعرف والغرض من المعرفة بالشي‏ء أن يميز من غيره فقد ميز وتميز من لا يعرف بكونه لا يعرف ممن يعرف فحصل المقصود وما بقي الشأن إلا في الأمرين إذا كان العجز عن معرفتهما فبأي شي‏ء يتميز كل واحد عن الآخر عجزنا عن معرفة نفوسنا وعجزنا عن معرفة ربنا فما الفارق بين العجزين أو هل نفسك عين ربك كما

ورد في الخبر كنت سمعه وبصره‏

وذكر جميع قواه فقد وقع الالتباس ومالك فارق إلا الافتقار فيقوم معك ما طلبه منك والافتقار جعلك أن تطلب منه فلم يبق إلا التعريف الإلهي بالفارق إن كان من الممكنات‏

[المكر نكر]

ومن ذلك المكر نكر

إن الإله لخير الماكرين بنا *** ثم اعتقادي بأن المكر كان لنا

فلو شعرت به ما كان يمكر بي *** فمن جهالتنا أتى علينا بنا

قال رائحة المكر في قوله لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً وما أنكر إلا بما شرع له الإنكار فيه ولكن غاب عن تزكية الله هذا الذي جاء بما أنكره عليه صاحبه فهو في الظاهر طعن في المزكى إلى أن يتذكر الناسي وينتبه الغافل ويتعلم الجاهل‏



- Meccan conquests - page432-from the part4


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!