The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 48 - from the part 4 - [لا بد للخليفة أن يكسو صفة الله ونعته‏]

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page48-from part4-[لا بد للخليفة أن يكسو صفة الله ونعته‏]


هنا تعرف مراتب الناس من الخلفاء وأن الخلفاء يفضل بعضهم بعضا وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إن الله خلق آدم على صورته وما خلقه حتى استوى على العرش وما استوى على العرش إلا الرحمن‏

ولما عمت رحمة الله أبا يزيد البسطامي ولم ير للكون فيها أثرا يزيل عنها حكم العموم قال للحق لو علم الناس منك ما أعلم ما عبدوك وقال له الحق تعالى يا أبا يزيد لو علم الناس منك ما أعلم لرجموك‏

[لا بد للخليفة أن يكسو صفة الله ونعته‏]

فاعلم أن الذي يريد أن يستنيب في عباده من يقوم فيهم مقامه لا بد أن يكسوه صفته ونعته فيكون الخليفة هو الظاهر والذي استخلفه الباطن فيكون كسور الأعراف باطنه فيه الرحمة لأنه الحق الذي غلبت رحمته غضبه وظاهره من قبله العذاب فما العذاب في ظاهره وإنما العذاب قبله فيراه قبلا ممن استخلف عليهم وقد حد الحق حدودا له يعاملهم بها ليكون إذا قام بها عند المؤمن بها وبه محمودا لا يتطرق إليه ذم كما لا يتطرق لمن استخلفه ف من يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ الله فلا يذمه إلا من لا يعرفه ولا يعرف الله فالراحم منا من له رحمتان رحمة طبيعية وهي ذاتية له اقتضاها مزاجه ورحمة موضوعة فيه من الله بخلقه على الصورة وهذه الرحمة تتضمن مائة رحمة التي لله فإن لله مائة رحمة بعدد أسمائه فإن له تعالى تسعة وتسعين اسما ظاهرة وأخفى المائة للوترية فإنه يحب الوتر لأنه وتر فلكل اسم رحمة وإن كان من أسمائه المنتقم ففي انتقامه رحمة سأذكرها في باب الأسماء الإلهية من هذا الكتاب إن شاء الله فللرحيم من العباد مائة رحمة ورحمة من أجل الوترية فإنه يحب الوتر لأنه يحب الله ودرجات الجنة مائة درجة لكل درجة رحمة وللنار مائة درك في كل درك رحمة مبطونة تظهر لمن هو في ذلك الدرك بعد حين فإن الغضب مغلوب وبالرحمة مسبوق فما يظهر في محل إلا والرحمة قد سبقته إلى ذلك المحل فيغالبها فتغلبه لأن الدفع أهون من الرفع فلا حكم للغضب في المغضوب عليه إلا زمان المغالبة خاصة فإن هذا المحل هو ميدانهما فينال هذا المحل من المشقة فيما يطرأ بين الرحمة والغضب بقدر ما تدوم المحاربة بينهما إلى وقت غلبة الرحمة وبالرحمة الطبيعية تقع الشفاعة من الشافعين لا بالرحمة الموضوعة فإن الرحمة الإلهية الموضوعة يصحبها في العبد العزة والسلطان فهي لا عن شفقة والرحمة الطبيعية عنها تكون الشفقة ولو لم تصحب الرحمة الإلهية العزة وتتنزه عن الشفقة ما عذب الله أحدا من خلقه أصلا فهذه الرحمة التي يجدها العبد على خلق الله هي حكم الرحمة الطبيعية لا الرحمة الموضوعة فإن الرحمة الموضوعة لا تقوم إلا بالخلفاء أ لا ترى الإنسان إذا رأى الخليفة يعاقب ويظلم ويجور على الناس كيف يجد الشفقة على المظلومين المعاقبين ويقول ما عنده رحمة ولو قمت أنا مقامه لرحمتهم ولرفعت هذا الظلم عنهم فإذا ولي هذا القائل ذلك‏

المنصب حجبه الله عن الرحمة الطبيعية التي تورث الشفقة وجعل فيه الرحمة التي تصحبها العزة والسلطان فيرحم بالمشيئة لا بالشفقة ولا للحاجة لأنه العزيز الغني في نفسه فيظلم ويعاقب ربما أكثر من الآخر الذي كان يذمه على ذلك قبل حصوله في مقام الخلافة فإذا قيل له في ذلك يقول والله ما أدري إذا لم يكن عالما فإني لا أجد في نفسي إلا ما ترون والآن قام لي عذر الذي تقدمني فيما كان يفعله وكنت أجد عليه في ذلك وأخبرني صادق أن مثل هذا وقع من الإمام الناصر لدين الله رحمه الله أحمد بن الحسن مع أبيه المستضى‏ء بحضور الوزير وإنه عتب مع الوزير في حق أبيه فلما أفضت إليه الخلافة ظهر منه ما ظهر من أبيه مما أخذه عليه فنبهه الوزير على قوله فقال الحال الذي كنت أجده في ذلك الوقت ذهب عني وما أجد الساعة إلا ما ترى أثره والآن قام عندي عذر أبي رحمه الله فمضمون هذه المنازلة أن الله أنشأ المحمدي على ما أنشأ عليه محمدا صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فأنشأه بالمؤمنين رءوفا رحيما وأرسله رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ حتى إن دعاءه على رعل وذكوان من الرحمة بهم لئلا يزيدوا طغيانا فيزدادوا من الله بعدا ومن رحمته‏

قال لأزيدن على السبعين أو قال لو علمت إن الله يغفر لهم لزدت على السبعين إذ قيل له إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ الله لَهُمْ‏

فلو عرف الناس من محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ما علم الله منه بما جبله الله عليه ما عبد الله أحد بما كلفه بل كان الناس يتبعون أهواءهم بعلم لأن الله ما أخذ من اتبع هواه إلا لكونه اتبع هواه بغير علم فحرمان الجهل أوقع بهم قال تعالى بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْواءَهُمْ ومن أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بغير علم وقوله تعالى لداود عليه السلام ولا تَتَّبِعِ الْهَوى‏ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ الله ولم يقل عن الله وسبيل الله ما شرعه لدار القرار التي هي محل سعادتك وأما تمام الآية



- Meccan conquests - page48-from the part4


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!