The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 19 - from the part 4 - [تجلى الحق تعالى في الصور وتحوله فيها]

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page19-from part4-[تجلى الحق تعالى في الصور وتحوله فيها]


[تجلى الحق تعالى في الصور وتحوله فيها]

ورد في الصحيح تجلى الحق في الصور وتحوله فيها وهو مرادنا بالحجاب ثبت عقلا وشرعا وكشفا والكشف يعطي ما يعطي الشرع سواء وإن الحق لا يقبل التغيير فأما بالعقل فالأدلة في ذلك معروفة ليس هذا الكتاب موضعها فإنه مبني على الشرع وعلى ما يعطيه الكشف والشهود فإن العقول تقصر عن إدراك الأمر على ما يشهد به الشرع في حقه وأما الشرع فقوله لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ فلو تغير في ذاته لم يصدق هذا الحكم وهو صدق فاستحال أن يتغير في ذاته والحق يقول إن الله قال على لسان عبده سمع الله لمن حمده وقال كنت سمعه وبصره‏

فالصور التي تقع عليها الأبصار والصور التي تدركها العقول والصور التي تمثلها القوة المتخيلة كلها حجب يرى الحق من ورائها وينسب ما يكون من هذه الصور من الأعمال إلى الله تعالى كما قال والله خَلَقَكُمْ وما تَعْمَلُونَ فلم يزل الحق غيبا فيما ظهر من الصور في الوجود وأعيان الممكنات في شيئية ثبوتها على تنوعات أحوالها مشهودة للحق غيبا أيضا وأعيان هذه الصور الظاهرة في الوجود الذي هو عين الحق أحكام أعيان الممكنات من حيث ما هي عليه في ثبوتها من الأحوال والتنوع والتغيير والتبديل تظهر في هذه الصور المشهودة في عين الوجود الحق وما تغير الحق عما هو عليه في نفسه كما إن الهباء ما تغير عن كونه هباء مع قبوله لجميع الصور فهي معان في جوهره والمعاني المنسوبة إلى تلك الصور والأعراض والصفات من باب قيام المعنى بالمعنى فلا تزال الحجب مسدلة وهي أعيان هذه الصور فلا يرى إلا من وراء حجاب كما لا يكلم إلا من وراء حجاب فإذا رآه الرائي كفاحا فما يراه إلا حتى يكون الحق بصره فيكون هو الرائي نفسه ببصره في صورة عبده فأعطته الصورة المكافحة إذ كانت الحاملة للبصر ولجميع القوي فتشهده في الصورة عينا من الاسم الظاهر إذ هو بصرك وكفاحا وتشهده من الاسم الباطن علما إذ هو بصر آلتك التي أدركت بها ما أدركت وإنما قلنا كفاحا لما ورد في الخبر النبوي الذي خرجه الترمذي وغيره في سياق هذه اللفظة عينها ثم إن صاحب الرؤيا إذا رأى ربه تعالى كفاحا في منامه في أي صورة يراه فيقول رأيت ربي في صورة كذا وكذا ويصدق ويصدق مع قوله تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ فنفى عنه المماثلة في قبوله التجلي في الصور كلها التي لا نهاية لها لنفسه فإن كل من سواه تعالى ممن له التجلي في الصور لا يتجلى في شي‏ء منها لنفسه وإنما يتجلى فيها بمشيئة خالقه وتكوينه فيقول للصورة التي يتجلى فيها من هذه صفته كن فتكون الصورة فيظهر بها من له هذا القبول من المخلوقين كالأرواح والمتروحنين من الأناسي كقضيب البان وشبهه يقول الله تعالى في أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ فسواه وعدله على مزاج يقبل كل صورة إذا شاء الحق وجعل التركيب لله لا له وفي نسبة الصور لله يقال في أي صورة شاء ظهر من غير جعل جاعل فلا يلتبس عليك الأمر في ذلك ولما لم يكن له تعالى ظهور إلى خلقه إلا في صورة وصوره مختلفة في كل تجل لا تتكرر صورة فإنه سبحانه لا يتجلى في صورة مرتين ولا في صورة واحدة لشخصين ولما كان الأمر كذلك لم ينضبط للعقل ولا للعين ما هو الأمر عليه ولا يمكن للعقل تقييده بصورة ما من تلك الصور فإنه ينتقض له ذلك التقييد في التجلي الآخر بالصورة الأخرى وهو الله في ذلك كله لا يشك ولا يرتاب إلا إذا تجلى له في غير معتقده فإنه يتعوذ منه كما ورد في صحيح الأخبار فيعلم إن ثم في نفس الأمر عينا تقبل الظهور في هذه الصور المختلفة لا يعرف لها ماهية أصلا ولا كيفية وإذا حكم ولا بد بكيفية فيقول الكيفية ظهورها فيما شاء من الصور فتكون الصور مشاءة وكل مشاء معدوم بلا شك فما ظهر لك إلا حادث في عين قديم فما رأيت إلا حادثا مثلك لأنك ما رأيت إلا صورة يقيدها نظرك ببصر هو الحق في عين هو الحق أعني في العين التي ظهرت في تلك الصورة فهو مدرك عينا في الآخرة والنوم وعلما وشرعا وغير مدرك علما ولا نشك إيمانا وكشفا لا عقلا إن بهويته أدرك المدرك جميع ما يدرك سواء أدرك جميع ما يدرك أو بعضه على أي حالة يكون استعداد المدرك اسم مفعول فالبصر من المدرك اسم فاعل هوية الحق لا بد من ذلك وهكذا جميع ما ينسب إلى هذه الآلات من القوي ما هي سوى هوية الحق إذ يستحيل خلاف ذلك فالآلات ومحلها أحكام أعيان الممكنات في عين الوجود الحق وهو لها كالروح للصورة التي لا يمسك عليها ذلك النظام إلا هو ولا تدرك تلك الصورة شيئا إلا به حسا وخيالا والكل بحمد الله خيال في نفس الأمر لأنه لا ثبات لها دائما على حال واحدة والناس نيام وكل ما يراه النائم قد عرف ما يرى وفي أي‏

حضرة يرى فإذا ماتوا انتبهوا من هذا النوم في النوم فما برحوا



- Meccan conquests - page19-from the part4


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!