The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 162 - from the part 3 - [إن الاستواء صفة للحق على العرش‏]

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page162-from part3-[إن الاستواء صفة للحق على العرش‏]


فالنجد الواحد تكون غايته أنت في هو والنجد الآخر يكون غايته هو في أنت وأما عند قوم آخرين فالنجد الواحد تكون غايته أنت عين هو والنجد الآخر تكون هو عين أنت وأما عند قوم آخرين فيكون غاية النجدين هو وعين النجدين أنت وعين السالك هو وأما عند قوم آخرين فيكون غاية النجدين وعين النجدين وإنهما عين اليدين وعين السالك أنت وكل من ذكرناه على صراط مستقيم فتعويج القوس للرمي عين صراطه المستقيم ف لا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا من رَحِمَ رَبُّكَ فما زلنا من الخلاف لأنهم قد خالفوا المختلفين ولذلك خلقهم فما تعدى كل خلق ما خلق له فالكل طائع وإن كان فيهم من ليس بمطيع مع كونه طائعا

[إن الاستواء صفة للحق على العرش‏]

ولما كان الاستواء صفة للحق على العرش وخلق الإنسان على صورته جعل له مركبا سماه فلكا كما كان العرش فلكا فالفلك مستوي الإنسان الكامل وجعل لمن هو دون الإنسان الكامل مركبا غير الفلك من الأنعام والْخَيْلَ والْبِغالَ والْحَمِيرَ ليستوي الإنسان على ظهور هذه المراكب وشاركهم في ركوبها الإنسان الكامل فالكامل من الناس يستوي على كل مركوب وغير الكامل لا يستوي على الفلك إلا بحكم التبعية لا لعينه كما ورد في اليقين حين‏

قال عليه السلام في عيسى عليه السلام لو ازداد يقينا لمشى في الهواء

يشير إلى إسرائه ومعلوم أن عيسى عليه السلام أكثر يقينا منا لا من النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ونحن نمشي في الهواء بحكم التبعية لمن نحن أمته صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لا بأنا أكثر في اليقين من عيسى عليه السلام كما إن أمة عيسى عليه السلام قد مشت على الماء كما مشى عليه السلام على الماء ولكن نعلم وإن كان الأمر في هذا في حقنا بحكم التبعية أن كل الأمة ما مشت في الهواء كما مشى محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لأنه لم يكن بعض أمته تابعا له في كل ما أمر بأن يتبع فيه فمن وفى بحق اتباعه كان له حكمه كما قال أَدْعُوا إِلَى الله عَلى‏ بَصِيرَةٍ أَنَا ومن اتَّبَعَنِي وأين المشي في الهواء في الشرف لمن يكون الحق سمعه وبصره في الدءوب على نوافل الخيرات المنتجة أو المنتج ذلك الدءوب عليها لمحبة الله إياه وتلك المحبة أنتجت له أن يكون الحق سمعه وبصره فهذا معنى قولنا بحكم التبعية لما أمر به ونهي عنه لا من كوننا أمة له فقط بل من المجموع وهو اتباع خاص لأنه نبي معين خاص دون غيره فيورث اتباع شريعته بالعمل ما يكون عليه من أحوال‏

رسول تلك الشريعة وهذه عناية من الله تعالى فإن أمة كل نبي لا تطيق حال نبيها إذ لو أطاقته لكانت مثلا له فتستقل بالأمر دونه وليس الأمر كذلك فإنه لو طلع حيثما طلع لا يزال تابعا وقد أبان صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم عن مثل هذا فقال من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها

فله الزيادة عليهم بما له من أجرها الزائد على أجر العاملين بها وليس لهم ذلك الأجر الخاص به فلا يلحقونه أبدا في ذلك المقام فهم تابعون له دنيا وآخرة وكشفا والرسل عليه السلام منهم ظهرت السنن فلا تزال أممهم أتباعا لهم أبدا

[أن الله تعالى مطلق الوجود ولم يكن له تقييد مانع من تقييد]

واعلم أن الله تعالى لما كان له مطلق الوجود ولم يكن له تقييد مانع من تقييد بل له التقييدات كلها فهو مطلق التقييد لا يحكم عليه تقييد دون تقييد فافهم معنى نسبة الإطلاق إليه ومن كان وجوده بهذه النسبة فله إطلاق النسب فليست نسبة به أولى من نسبة فما كفر من كفر إلا بتخصيص النسب مثل قول اليهود والنصارى عن أنفسهم دون غيرهم من أهل الملل والنحل نَحْنُ أَبْناءُ الله وأَحِبَّاؤُهُ فإذ وقد انتسبوا إليه كانوا يعمون النسبة وإن كانت خطأ في نفس الأمر فقال لهم الله فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يقول تعالى النسبة واحدة فلم خصصتم نفوسكم بها دون هؤلاء وإن أخطأتم في نفس الأمر فخطؤكم من عموم النسبة أقل من خطئكم من خصوصها فإن ذلك تحكم على الله من غير برهان وأما طائفة أخرى فجعلوا لله ما يكرهون فقالوا الملائكة بنات الله فحكموا عليه بأنه أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ فتوجه عليهم الحكم بالإنكار في حكمهم مع كونهم يكرهون ذلك لنفوسهم مع كونهم يقولون في الشركاء ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى الله زُلْفى‏ مع كونهم جعلوا لله جزءا من عباده فلو أضافوا الكل إليه لم يكن ذلك من الكفر الظاهر بل يكون الحكم فيه بحكم ما نسبوا فإن وقعت النسبة العامة للخلق بكونهم عبيدا سعدوا وإن وقعت بالنبوة طولبوا بما قصدوا فإن استندوا ذلك إلى خبر إلهي سلموا بل سعدوا مثل قوله لَوْ أَرادَ الله أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَاصْطَفى‏ فأجاز التبني بل فيه رائحة من كون جبريل تمثل لمريم بَشَراً سَوِيًّا وقد وصف الحق تعالى نفسه بالتحول في الصور وأجرى أحكامها عليه وهو علم يومي إليه لأجل الايمان ولا يفشي في‏



- Meccan conquests - page162-from the part3


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!