The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 496 - from the part 2 - «الباب العاشر ومائتان في المكاشفة»

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page496-from part2-«الباب العاشر ومائتان في المكاشفة»


سماء وأرض فإنها في السماء والأرض معنى وصورة وهما في الناس معنى لا صورة والجامع بين المعنى والصورة أكبر في الدلالة ممن انفرد بأحدهما ولهذا قال ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ فالحمد لله الذي جعلنا من القليل الذي يعلم ذلك فجمع الجبل بين الصورة والمعنى فهو أكبر من جبل موسى المعنوي إذ هو نسخة من العالم كما هو كل إنسان فإذا كان الجامع بين الأمرين وهو الأقوى والأحق باسم الجبل صار دكا عند التجلي فكيف يكون موسى حيث جبليته التي هي فيه معنى لا صورة ولما كانت الرؤية لا تصح إلا لمن يثبت لها إذا وقعت والجبل موصوف بالثبوت في نفسه وبالإثبات لغيره إذ كان الجبل هو الذي يسكن ميد الأرض ويقال فلان جبل من الجبال إذا كان يثبت عند الشدائد والأمور العظام فلهذا أحاله على الجبل الذي من صفاته الثبوت فإن ثبت الجبل إذا تجليت إليه فإنك ستراني من حيث ما فيك من ثبوت الجبل‏

فرؤية الله لا تطاق *** فإنها كلها محاق‏

فلو أطاق الشهود خلق *** أطاقه الأرض والطباق‏

فلم تكن رؤيتى شهودا *** وإنما ذلك انفهاق‏

قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أ رأيت ربك قال نوراني أراه‏

وذلك أن الكون ظلمة والنور هو الحق المبين والنور والظلمة لا يجتمعان كما لا يجتمع الليل والنهار بل كل واحد منهما يغطي صاحبه ويظهر نفسه فمن رأى النهار لم ير الليل ومن رأى الليل لم ير النهار فالأمر ظاهر وباطن وهو الظاهر والباطن فحق وخلق فإن شهدت خلقا لم تر حقا وإن شهدت حقا لم تر خلقا فلا تشهد خلقا وحقا أبدا لكن يشهد هذا في هذا وهذا في هذا شهود علم لأنه غشاء ومغشي‏

«بسم الله الرحمن الرحيم»

«الباب العاشر ومائتان في المكاشفة»

إذا الحق أعطاك أسماءه *** فخذها أمانة من قد فهم‏

بأن الأمانة محمولة *** وحاملها جاهل قد ظلم‏

فإن أنت أفهمت مقصوده *** فأنت المكاشف فلتلتزم‏

بأحكامها فمتى ما دعي *** بها فأجب أمره واحتشم‏

من أجل التصرف فيها ولم *** يكن ينبغي لك أن تحتكم‏

فإنك عبد وأسماؤه *** ربوبية عرضت فاحترم‏

مقام الأمانة أوردها *** إلى ربها أولا واعتصم‏

بما زادك الحال في أمرها *** وحقق إشارتها واغتنم‏

فهذي مكاشفة ترتضي *** وصاحبها سيد قد عصم‏

[المكاشفة تطلق بإزاء الأمانة بالفهم وتطلق بإزاء تحقيق زيادة الحال وتطلق بإزاء تحقيق الإشارة]

اعلم أن المكاشفة عند القوم تطلق بإزاء الأمانة بالفهم وتطلق بإزاء تحقيق زيادة الحال وتطلق بإزاء تحقيق الإشارة اعلم أن المكاشفة متعلقها المعاني والمشاهدة متعلقها الذوات فالمشاهدة للمسمى والمكاشفة لحكم الأسماء والمكاشفة عندنا أتم من المشاهدة إلا لو صحت مشاهدة ذات الحق لكانت المشاهدة أتم وهي لا تصح فلذلك قلنا المكاشفة أتم لأنها ألطف فالمكاشفة تلطف الكثيف والمشاهدة تكثف اللطيف وبقولنا هذا تقول طائفة كبيرة من أهل الله مثل أبي حامد وابن فورك والمنذري وقالت طائفة بالنقيض وإنما قلنا إنها أتم لأنه ما من أمر تشهده إلا وله حكم زائد على ما وقع عليه الشهود لا يدرك إلا بالكشف فإن أقيم لك ذلك الأمر في الشهود من حيث ذاته صحب ذلك المشهود حكم ولا بد لا يدرك إلا بالكشف هكذا أبدا فالمكاشفة إدراك معنوي فهي مختصة بالمعاني ومثال ذلك إذا شاهدت متحركا يطلب بالكشف محركه لأنه يعلم أن له محركا كشفا ولهذا يتعلق العلم بمعلومين ويتعلق البصر الذي هو للمشاهدة بمعلوم واحد فيدرك بالكشف ما لا يدرك بالشهود ويفصل الكشف ما هو مجمل في الشهود

[المكاشفة على ثلاثة معان‏]

فالمكاشفة كما قلنا على ثلاثة معان‏



- Meccan conquests - page496-from the part2


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!