The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 482 - from the part 2 - «الباب الثالث ومائتان في حال الرياضة»

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page482-from part2-«الباب الثالث ومائتان في حال الرياضة»


قمت بآداب الحق في إعطائه كل شي‏ء خلقه هذا قسم آداب الحق‏

وأما قسم آداب الحقيقة

فحاله أن يراه في الأشياء عينها لا هي ثم يحكم على ما يراه من الزيادة والنقص بما أعطته استعدادات الأشياء فينسب ذلك إليها لا إليه كمالا كان أو نقصا أو موافقا أو مخالفا لا يحاشي شيئا فإن حال الحقيقة يعطي ما قلناه فإذا كان حالك في كل مقام ما ذكرناه فقد قمت بالأدب وأخذت الخير أجمعه بكلتا يديك وملأتهما خيرا وهذا غاية وسع المخلوق والله يَهْدِي من يَشاءُ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ والكلام على الأحوال لا يحتمل البسط وتكفي فيه الإشارة إلى المقصود ومهما بسطت القول فيه أفسدته والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

( «بسم الله الرحمن الرحيم»)

«الباب الثالث ومائتان في حال الرياضة»

إذا هذب الإنسان أخلاق نفسه *** وأخرجها عن طبعها ومرادها

وذاك محال عندنا كونه فما *** يرى راضها من راضها بعنادها

فإن كنت ذا علم فإن مصارفا *** لها عينت بالشرع عند فسادها

[الرياضة قسمان‏]

اعلم أن الرياضة عند القوم من الأحوال وهي قسمان رياضة الأدب ورياضة الطلب‏

فرياضة الأدب‏

عندهم الخروج عن طبع النفس‏

ورياضة الطلب‏

هي صحة المراد به أعني بالطلب‏

وعندنا الرياضة تهذيب الأخلاق فإن الخروج عن طبع النفس لا يصح ولما كان لا يصح بين الله لذلك الطبع مصارف فإذا وقفت النفوس عندها حمدت وشكرت ولم تخرج بذلك عن طبعها فرياضتها اقتصارها على المصارف التي عينها لها خالقها فإن عين الشي‏ء المزاجي ليس غير مزاجه فلو خرج الشي‏ء عن طبعه لم يكن هو ولهذا يكون قول من قال رياضة الطلب صحة المراد به فإنه إذا كان الشي‏ء مرادا به أمر ما والمريد لذلك الأمر هو موجد ذلك الشي‏ء وقد عينه له وعرفه به وإن ذلك القدر يريد منه فتصرف فيه بطبعه على ذلك الحد كان صاحب رياضة لأنه لو تصرف في نقيض ما أريد منه لكان تصرفه فيه بطبعه أيضا فما كان التهذيب فيه إلا صرفه عن الإطلاق في التصرف إلى التقييد فإن أراد صاحب القول في رياضة الأدب أنه الخروج عن طبع النفس بمعنى ما كان لها فيه التصرف مطلقا صار مقيدا فحمل هذا الشخص نفسه على ما قيدها به خالقها من التصرف فيه ودخلت تحت التحجير بعد ما كانت مسرحة فهو الذي ذكرناه وإن أراد غير ذلك فليس إلا ما قلناه وذلك أن الرياضة تذليل النفس وإلحاقها بالعبودية ولذا سميت الأرض أرضا وذلولا فالرياضة عندنا من صير نفسه أرضا أي مثل الأرض يطئوها البر والفاجر ولا يؤثر عندها تمييزا بل تحمل البار حبا لما هو عليه من مراضي سيده وتحمل الفاجر حمل الله إياه بكونه يرزقه على كفره بنعمه وجحده إياها ونسيان رب النعمة فيها وإلى الرياضة يرجع مسمى الرضي على الحقيقة إن تفطنت لأن النفس تطلب بذاتها الكثير من الخير لأن الأصل على ذلك فإن الله تعالى ما طلب إلا الممكنات وهي غير متناهية ولا أكثر مما لا يتناهى وما لا يتناهى لا يدخل في الوجود دفعة ولكن يدخل قليلا قليلا لا إلى نهاية فإذا نسبت إليه ما توجه إليه طلبه من الكثرة ثم رضي من ذلك باليسير والتدريج لعلمه أن ما لا يتناهى لا يمكن حصوله في الوجود رضي بذلك القدر الذي يدخل منه فمتعلق الرضي لا يكون إلا بالقليل ولا يكون مخلوق بأعظم قدرا من خالقه وإذا كانت هذه صفة الحق فهي بالعبد أولى فما عند الله لا يتناهى ومطلب هذا العبد من الله ما عنده ولا يتمكن دخوله في الوجود إلا قليلا قليلا لا إلى نهاية فرضي بذلك القدر العبد وهو قليل بالنسبة إلى متعلق علمه بما عند الله فرضي عن الحق ورضي الحق عنه فوقع الاقتصار من العالم بما لا يتناهى على ما أعطى من ذلك مما يتناهى رياضة منه عن مطلق تعلق علمه من ذلك إذ قد علم أيضا أن ما لا يتناهى لا يدخل في الوجود فحقيقة الرياضة ترجع إلى هذا لأن الآدمي لما خلق على الصورة زهت نفسه وتخيلت أن التحجير لا يصح على من له العزة وما علمت أن العزة تحجير فإن العزة حمى والحمى تحجير فعين ما ادعت به الإطلاق ذلك‏



- Meccan conquests - page482-from the part2


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!