لما جرى نهر البلوى بين العدوتين الدنيا و القصوى : و كان الاضطرار وقع الابتلاء و الاختبار لما كان الظماء اختبر الإنسان بالماء و من الماء جعل اللّٰه كل شيء حي : في ظلمة و نور و في و الحياة نعيم في الحديث و القديم فمن أهل العدوة الدنيا من لا يموت و لا يحيى و من أهل القصوى من كانت نجاته في الدعوى التافه و العظيم سيان في النعيم ليس في الكثرة زيادة إلا في عالم الشهادة و أما في عالم الغيب فما في المساواة فيه ريب المعنى لا ينقسم إذا قسم ما قسم لا يقبل الانقسام إلا عالم الأجسام من رضي بالقليل عاش في ظل ظليل : في خير مستقر و أحسن مقيل : و ما ثم كثير فكل ما في الوجود يسير هذا و ما ثم منع و لا عم النفع النفع وقف على نيل الغرض و الغرض قد يكون سببا في وجود المرض من لم يأته غرضه طال في الدنيا مرضه لذلك قال ﴿رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ﴾ [المائدة:119] فالرضي منا و منه
[الرضي بالدون هجا و الهجا جفا]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية