﴿إِنَّمٰا قَوْلُنٰا لِشَيْءٍ إِذٰا أَرَدْنٰاهُ﴾ [النحل:40] و هو قصدك النظر ﴿أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ﴾ [النحل:40] و هو بمنزلة النظر ﴿فَيَكُونُ﴾ [البقرة:117] و هو بمنزلة الصورة التي تدركها عند نظرك في المرآة ثم إن تلك الصورة ما هي عينك لحكم صفة المرآة فيها من الكبر و الصغر و الطول و العرض و لا حكم لصورة المرآة فيك فما هي عينك و لا عين ما ظهر ممن ليست أنت من الموجودات الموازية لنظرك في المرآة و لا تلك الصورة غيرك لما لك فيها من الحكم فإنك لا تشك إنك رأيت وجهك و رأيت كل ما في وجهك ظهر لك بنظرك في المرآة من حيث عين ذلك لا من حيث ما طرأ عليه من صفة المرآة فما هو المرئي غيرك و لا عينك كذلك الأمر في وجود العالم و الحق أي شيء جعلت مرآة أعني حضرة الأعيان الثابتة أو وجود الحق فأما أن تكون الأعيان الثابتة لله مظاهر فهو حكم المرآة في صورة الرائي فهو عينه و هو الموصوف بحكم المرآة فهو الظاهر في المظاهر بصورة المظاهر أو يكون الوجود الحق هو عين المرآة فترى الأعيان الثابتة من وجود الحق ما يقابلها منه فترى صورتها في تلك المرآة و يتراءى بعضها لبعض و لا ترى ما ترى من حيث ما هي المرآة عليه و إنما ترى ما ترى من حيث ما هي عليه من غير زيادة و لا نقصان كما لا يشك الناظر وجهه في المرآة إن وجهه رأى و بما للمرآة في ذلك من الحكم يعلم أن وجهه ما رأى فهكذا الأمر فانسب بعد ذلك ما شئت كيف شئت
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية