﴿يٰا أَيُّهَا النّٰاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرٰاءُ إِلَى اللّٰهِ﴾ [فاطر:15] و قد افتقر إلى مذموم و محمود و دخل تحت مسمى اللّٰه ثم قال ﴿وَ اللّٰهُ هُوَ الْغَنِيُّ﴾ [فاطر:15] يقول الذي لا يفتقر الحميد أي الذي ترجع إليه عواقب الثناء من الحامد و المحمود و إن كان مذموما بنسبة ما فهو محمود بنسبة أقوى لها الحكم فيه فالحمد لله تملأ الميزان لأنه كل ما في الميزان فهو ثناء على اللّٰه و حمد لله فما ملأ الميزان إلا الحمد فالتسبيح حمد و كذلك التهليل و التكبير و التمجيد و التعظيم و التوقير و التعزيز و أمثال ذلك كله حمد فالحمد لله هو العالم الذي لا أعم منه و كل ذكر فهو جزء منه كالأعضاء للإنسان و الحمد كالإنسان بجملته
فقد بان لك الحمد *** فلا يحجبنك الذم
و قد لاح لك السر *** فما غيبه الكتم
و حكم هذه الحضرة على ثلاثة أنحاء في التمام و الكمال و أتمها واحد منها و ذلك حمد الحامد نفسه يتطرق إليه الاحتمال فلا يكون له ذلك الكمال فيحتاج إلى قرينة حال و علم يصدق الحامد فيما حمد به نفسه فإنه قد يصف واصف نفسه بما ليس هو عليه و كذلك حكمه إذا حمده غيره يتطرق أيضا إليه الاحتمال حتى يستكشف عن ذلك فينقص عن درجة الإبانة و التحقيق و الحمد الثالث حمد الحمد و ما في المحامد أصدق منه فإنه عين قيام الصفة به فلا محمود إلا من حمده الحمد لا من حمد نفسه و لا من حمده غيره فإذا كان عين الصفة عين الموصوف عين الواصف كان الحمد عين الحامد و المحمود و ليس إلا اللّٰه فهو عين حمده سواء أضيف ذلك الحمد إليه أو إلى غيره
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية