﴿بِرُوحٍ مِنْهُ﴾ [المجادلة:22] أن اللّٰه لما فرق بين ما يستحقه الكون من الصفات و بين ما تستحقه الذات من الصفات أو الجناب الإلهي عظم عند العارفين بذلك نعت الحق فحيثما رأوه مالوا إليه ابتداء لعزته كلما بدا لهم فإذا عوتب العارف في ذلك قبل العتب هنالك خاصة و لم يطرده فمتى تجلى له نعت إلهي مثل ذلك أيضا تصدى له و عظمه فإن عوتب كان حاله فيه مثل الحال الأول فإن طرد العتب في كل نعت من نفسه فليس هو صاحب ذوق و إنما هو صاحب قياس في الطريق فلا يتميز في عبيد الاختصاص أبدا فإنه إذا طرد ذلك عامل نعت الحق بما لا يجب و هنا زلت أقدام طائفة من المتشرعين و لم يكن ينبغي لهم ذلك فإن رسول اللّٰه ﷺ قد نبه على ما قلناه و جعلني أن أحتج به على ما قررناه و هو «قوله ﷺ إذا آتاكم كريم قوم فأكرموه» و قال عز و جل ﴿لاٰ يَنْهٰاكُمُ اللّٰهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقٰاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَ لَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيٰارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَ تُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ﴾ [الممتحنة:8]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية