﴿أَلاٰ لِلّٰهِ الدِّينُ الْخٰالِصُ﴾ [الزمر:3] ألا إنه العهد الذي خلص لنفسه في وفاء العبد به ما استخلصه العبد من الشيطان و لا من الباعث عليه من خوف و لا رغبة و لا جنة و لا نار فإنه قد يكون الباعث للمكلف مثل هذه الأمور في الوفاء بعهد اللّٰه فيكون العبد من المخلصين و يكون الدين بهذا الحكم مستخلصا من حد من يعطي المشاركة فيه فيميل العبد به عن الشريك و لهذا قال فيه ﴿حُنَفٰاءَ لِلّٰهِ﴾ [الحج:31] أي مائلين به إلى جانب الحق الذي شرعه و أخذه على المكلفين من جانب الباطل إذ قد سماهم الحق مؤمنين في كتابه فقال في طائفة إنهم ﴿آمَنُوا بِالْبٰاطِلِ وَ كَفَرُوا بِاللّٰهِ﴾ [ العنكبوت:52] فكساهم حلة الايمان فما الايمان خصوص بالسعداء و لا الكفر خصوص بالأشقياء فوقع الاشتراك و تميزه قرائن الأحوال فلم يبق يعرف الايمان من الكفر و لا الايمان من الايمان و لا الكفر من الكفر إلا بلابسه فالعهد الخالص هو الذي لما أخذ اللّٰه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية