﴿وَ مٰا كٰانَ اللّٰهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ﴾ [الأنفال:33] لأنه قال ﴿وَ مٰا أَرْسَلْنٰاكَ إِلاّٰ رَحْمَةً لِلْعٰالَمِينَ﴾ [الأنبياء:107] و ما خص مؤمنا من غير مؤمن فإذا كان العبد على مقامه الذي هو عينه مسلوب الأوصاف و لم يظهر منه تلبس بصفة محمودة و لا مذمومة فهو على أصله و أصله الصغار و يريد الحق ظهور الصفات فيه فلا بد أن ينزل إليه من هويته التي تقتضي له الغني عن العالم ﴿فَإِنَّ اللّٰهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعٰالَمِينَ﴾ [آل عمران:97] و «النبي ﷺ يقول يوم بدر لربه تعالى إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد بعد اليوم» فلو قال مثل هذه المقالة غير رسول اللّٰه ﷺ لقال المنكر ما شاء مما يليق به من حيث إنكاره لجهله و مثل هذه النفحات تهب على قلوب العارفين من أهل اللّٰه فإن نطقوا بها كفرهم المؤمن و جهلهم صاحب الدليل
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية