و قال ﴿وَ لٰكِنْ كٰانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ [البقرة:57] كما قال ﴿وَ لٰكِنْ كٰانُوا هُمُ الظّٰالِمِينَ﴾ [الزخرف:76] يعني أنفسهم فإنهم ما ظهروا لنا حتى علمناهم و هم معدومون إلا بما ظهروا به في الوجود من الأحوال و العلم تابع للمعلوم ما هو المعلوم تابع للعلم فافهمه و هذه مسألة عظيمة دقيقة ما في علمي أن أحدا نبه عليها إلا إن كان و ما وصل إلينا و ما من أحد إذا تحققها يمكن له إنكارها و فرق يا أخي بين كون الشيء موجودا فيتقدم العلم وجوده و بين كونه على هذه الصور في حال عدمه الأزلي له فهو مساوق للعلم الإلهي به و متقدم عليه بالرتبة لأنه لذاته أعطاه العلم به فاعلم ما ذكرناه فإنه ينفعك و يقويك في باب التسليم و التفويض للقضاء و القدر الذي قصاه حالك و لو لم يكن في هذا الكتاب إلا هذه المسألة لكانت كافية لكل صاحب نظر سديد و عقل سليم ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب الثاني عشر و أربعمائة في معرفة منازلة
«من كان لي لم يذل و لا يخزي أبدا»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية