﴿يَدُ اللّٰهِ مَغْلُولَةٌ﴾ [المائدة:64] يريد البخل و نطق بالحقيقة ﴿وَ اللّٰهُ خَلَقَكُمْ﴾ [النحل:70] و نطق بالتجوز للتواطئ ﴿وَ مٰا تَعْمَلُونَ﴾ [الصافات:96] و الآية واحدة فأما قوله ﴿وَ مٰا قَدَرُوا اللّٰهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ [الأنعام:91] لكونهم ليسوا مثله فما عرفوه و من جهل أمره لا يقدر قدره فهم ليسوا له بمثل و لا هو مثل لهم فوصفوه بنفوسهم و بما هم عليه و لا يتمكن لهم إلا ذلك لأنهم يريدون الوصف الثبوتي و لا يكون إلا بالتشبيه و من جعل مثل لمن لا يقبل المثل فما قدره حق قدره أي ما أنزله المنزلة التي يستحقها فذمهم بالجهل حيث تعرضوا لما ليس لهم به علم من نفوسهم فلو قالوا فيه بما أنزله إليهم لم يتعلق بهم ذم من قبل الحق في ذلك لأن الحاكي لا ينسب إليه ما حكاه فلا يتعلق به ذم في ذلك و لا مدح فعلم الخلق بالله لا يدرك بقياس و إنما يدرك بالبقاء السمع لخطاب الحق إما بنفسه و إما بلسان المترجم عنه و هو الرسول مع الشهود الذي لا يسعه معه غير ما سمعه من الخطاب كما قال ﴿إِنَّ فِي ذٰلِكَ﴾ [البقرة:248] إشارة لما تقدم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية