و أما صلاتهم فلهم مع الحق مناجاة خاصة قال تعالى ﴿وَ الطَّيْرُ صَافّٰاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاٰتَهُ وَ تَسْبِيحَهُ﴾ [النور:41] و قال ﴿وَ أَوْحىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبٰالِ بُيُوتاً وَ مِنَ الشَّجَرِ وَ مِمّٰا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرٰاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ﴾ و هي ما شرع اللّٰه لها من السبل أن تسلكها ذللا فكل شيء من المخلوقات له كلام يخصه يعلمه اللّٰه و يسمعه من فتح اللّٰه سمعه لإدراكه و جميع ما يظهر من الحيوان من الحركات و الصنائع التي لا تظهر إلا من ذي عقل و فكر و روية و ما يرى في ذلك من الأوزان تدل على إن لهم علماء في أنفسهم بذلك كله ثم يرون منهم أمورا تدل على أنهم ما لهم ما للإنسان من التدبير العام فتعارضت عند الناظرين في أمرهم الأمور فانبهم أمرهم عليهم و ربما سموا لذلك بهائم من إبهام الأمر إلا عندنا فإنه أوضح من كل واضح و ما أتى علي من أتى عليه إلا من عدم الكشف لذلك فلا يعرفون من المخلوقات إلا قدر ما يشاهدونه منهم و كذلك من ألحقهم بدرجة المعارف و العلم بالله و بما أهلهم اللّٰه له ما ألحقهم بذلك إلا من كون اللّٰه كشف له عن أمرهم و أحوالهم أو مؤمن صادق الايمان قد بلغه عن اللّٰه في كتاب أو سنة أمرهم و ساعدنا على هذا القول شيخنا و إمامنا المتقدم حجة اللّٰه على المحققين الذي يقول فيه أبو طالب المكي صاحب قوت القلوب إذا حكى عنه قولا قال عالمنا سهل بن عبد اللّٰه التستري الذي رأى قلبه يسجد و هو صغير فلم يرفع و استظهر القرآن و هو ابن ست سنين و لما دخلت الخلوة على ذكره فتح لي به من ليلتي تلك الفتح الخاص بذلك الذكر فانكشف لي بنوره ما كان عندي غيبا ثم أفل ذلك النور المكاشف به فقلت هذا مشهد خليلي فعلمت أني وارث من تلك الساعة لملة أمر اللّٰه رسوله و أمرنا باتباعها و ذلك قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية