فهذا ترتيب الوضع الذي أنشأ اللّٰه عليه العالم ابتداء
[التفاضل في المعلومات]
اعلم أن التفاضل في المعلومات على وجوده أعمها التأثير فكل مؤثر أفضل من أكثر المؤثر فيه من حيث ذلك التأثير خاصة و قد يكون المفضول أفضل منه من وجه آخر و كذلك فضل العلة على معلولها و الشرط على مشروطه و الحقيقة على المحقق و الدليل على المدلول من حيث ما هو مدلول له لا من حيث عينه و قد يكون الفضل بعموم التعلق على ما هو أخص تعلقا منه كالعالم و القادر و لما كان الوجود كله فاضلا مفضولا أدى ذلك إلى المساواة و إن يقال لا فاضل و لا مفضول بل وجود شريف كامل تام لا نقص فيه و لا سيما و ليس في المخلوقات على اختلاف ضروبها أمر إلا و هو مستند إلى حقيقة و نسبة إلهية و لا تفاضل في اللّٰه لأن الأمر لا يفضل نفسه فلا مفاضلة بين العالم من هذا الوجه و هو الذي يرجع إليه الأمر من قبل و من بعد و عليه عول أهل الجمع و الوجود و بهذا سموا أهل الجمع لأنهم أهل عين واحدة كما قال اللّٰه تعالى ﴿وَ مٰا أَمْرُنٰا إِلاّٰ وٰاحِدَةٌ﴾ [القمر:50] و من كشف الأمر على ما هو عليه علم ما ذكرناه في ترتيب العالم في هذا الباب فإنه متنوع المساق ففي الخطبة ترتيب ليس في المنظوم و كذلك سائر ما ذكرناه في الباب
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية