﴿أُولٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّٰهُ فَبِهُدٰاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ [الأنعام:90] فتأول إن هذا الذي أشار به عليه من هداهم و لم يتفطن في الوقت إن موسى عليه السّلام لما كان في حال هداه ما سأل التخفيف و ذلك الهدى هو الذي أمر رسول اللّٰه ﷺ أن يقتدي به فأعطاه هذا الاجتهاد الرجوع إلى اللّٰه فسأله التخفيف فما زال يرجع بين اللّٰه تعالى و بين موسى عليه السّلام إلى أن قال ما أعطاه الأدب استحييت من ربي و انتهى الأمر بالتخفيف إلى العشر فنزل به على أمته و شرع له أن يشرع لأمته الاجتهاد في الأحكام التي بها صلاح العالم لأنه ﷺ بالاجتهاد رجع بين اللّٰه و بين موسى عليه السّلام فأمضى ذلك في أمته لتأنس بما جرى منه و لا تستوحش و جبر بهذا التشريع قلب موسى في ذلك فإنه لا بد إذا رجع مع نفسه و زال عنه حكم الشفقة على العباد قام معه تعظيم الحق و ما ينبغي لجلاله فلم يستكثر شيئا في حقه و علم إن القوة بيده يقوي بها من شاء و إذا خطر له مثل هذا و أقامه الحق فيه لا بد له أن يؤثر عنده ندما على ما جرى منه فيما قاله لمحمد ﷺ فجبر اللّٰه قلبه بقوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية