فكونهم ما فعل بعضهم ما خلق له لا يلزم منه بالقصد المذكور أنه خلق لما تصرف فيه و لذلك يسأل و يحاسب كما وقع فيما اختزنته النحلة لنفسها و أظهرته منها لقوام ذاتها فأخذه من أخذه و تحكم فيه في غير ما أوجدته له و لما كان الأمر كما ذكرناه في النحل دون غيره لذلك أخبرنا اللّٰه عنها أنه أوحى إليها دون غيرها من الحيوان : و قال فيما ﴿يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهٰا﴾ [النحل:69] إنه ﴿شِفٰاءٌ لِلنّٰاسِ﴾ [النحل:69] فأنزله منزلة الرحمة التي وسعت كل شيء و ما ذكر له مضرة و إن كان بعض الأمزجة يضره استعماله و لكن ما تعرض لذلك أي أن المقصود منه الشفاء بالوجود كما المقصود بالغيث إيجاد الرزق الذي يكون عن نزوله بالقصد و إن هدم الغيث بيت الشيخ الفقير الضعيف فما كان رحمة في حقه من هذه الجهة الخاصة و لكن ما هي بالقصد العام الذي له نزل المطر و إنما كان ما كان من استعداد القابل للتهدم لضعف البنيان كما كان الضرر الواقع لآكل العسل من استعداد مزاجه لم يكن بالقصد العام
[أن اللّٰه حفظ العالم لإبقاء الثناء عليه]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية