فانظره هناك و علم الجزاء الدنياوي و الأخراوي و قد بيناه في التفسير لنا في فاتحة الكتاب في قوله تعالى ﴿مٰالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ و علم التقوى و علم الفرقان و علم القرآن و علم الشدائد و الأهوال و لما ذا ترجع و كون أيام الدجال من سنة و شهر و جمعة و سائر أيامه كالأيام المعهودة هل ذلك راجع إلى شدة الفجاة فإن الهم بولد كبير أو بصغر كلما دام و استصحبه الإنسان هان عليه ما يجد حتى إن المعاقب بالضرب ما يحس به إلا في أول ما يقع به مقدارا قليلا ثم لما يتخدر موضع الضرب فلا يحس به و علم الانفراد بالحق لأهل الشقاء ما فائدته و لما ذا يرجع و علم المكر و الخداع و الكيد و الاستدراج و الفرق بين هذه المراتب و أصحابها و علم الصبر و علم عقوبة من لم يصبر و متى يكون صابرا و علم العناية و علم الاجتباء و علم منازل الصالحين و هو علم غريب شريف ما رأيت من العارفين من يعرفه إلا الأنبياء خاصة فالحمد لله الذي من علينا بمعرفته و ما رأينا ذلك إلا بكون اللّٰه امتن علينا بالاحترام التام لرسله عليه السّلام و شرائعه المنزلة و علم الصلاح يختص بهم فمكنني اللّٰه من جنى ثمرته فقد نبهتك على الطريق الموصلة إلى علم الصلاح الذي أغفل الناس طريقه و جعلوه في الطبقة الرابعة و أخذوا الطريق خطا مستقيما و طريق الحق ليس كذلك و إنما هو مستقيم الاستدارة فإن القوم جهلوا معنى الاستقامة في الأشياء ما هي فالاستقامة الدائرة أن تكون دائرة صحيحة بحيث أن يكون كل خط يخرج من النقطة إلى المحيط منها مساويا لصاحبه و سائر الخطوط كما إن الاستقامة في الشكل المربع و المثلث أن يكون متساوى الأضلاع بتساوي الزوايا كما إن الاستقامة في الشكل المثلث المتساوي الساقين أن يكون متساوى الساقين فكل شيء لم يخرج عما وضع له فهي استقامته و علم العين و علم الفرق بين المعجزة و الكرامة و السحر ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب السابع عشر و ثلاثمائة»في معرفة منزل الابتلاء و بركاته
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية