أي وجبت و سقطت فإن قلت هذا يصح في حق المخلوقين كيف يتمشى ذلك في حق الجناب العالي سبحانه قلنا فلما عجزنا عن معرفة اللّٰه و يحق لنا العجز فينبغي لنا إذا تركنا و عقولنا و حقائقنا أن نلتزم ذلك و ننفي عنه مثل هذا و غيره فإن قوة العقل تعطي ذلك غير إن قوة العقل و الدليل الواضح قاما للعقل على تصديق الرسول الذي بعثه إلينا في إخباره الذي يخبر به عن ربه بما يكون منه سبحانه في خلقه و بما يكون عليه سبحانه في نفسه و مما يصف به نفسه مما يحيله عليه العقل إذا انفرد بدليله دون الشارع فالعاقل الحازم يقف ذليلا مشدود الوسط في خدمة الشرع قابلا لكل ما يخبر به عن ربه سبحانه و تعالى مما يكون عليه و منه فكان مما قد أخبر الحق عن نفسه إن قال  ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللّٰهَ﴾  [الأحزاب:57] و 
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية