ويل فبسملوا هنا و أما مذهبنا فيه فهو إن يقف على آخر السورة و يقف على آخر البسملة و يبتدئ بالسورة من غير وصل و القراءة في هذا الفصل على أربعة مذاهب المذهب الواحد لا يرونه أصلا و هو أن يصل آخر السورة بالبسملة و يقف و يبتدئ بالسورة هذا لا يرتضيه أحد من القراء العلماء منهم و قد رأيت الأعاجم من الفرس يفعلون مثل هذا مما لا يرتضيه علماء الأداء من القراء و المذهب الحسن الذي ارتضاه الجميع و لا أعرف لهم مخالفا من القراء الوقوف على آخر السورة و وصل البسملة بأول السورة التي يستقبلها و المذهبان الآخران و هما دون هذا في الاستحسان أن يقطع في الجميع أو يصل في الجميع و أجمع الكل أن يبتدئ بالتعوذ و البسملة عند الابتداء بالقراءة في أول السورة و أجمع على قراءة البسملة في الفاتحة جماعة القراء بلا خلاف و اختلفوا في سائر سور القرآن ما لم يبتدئ أحد منهم بالسورة فمنهم من خير في ذلك كورش و منهم من ترك كحمزة و منهم من بسمل و لم يخير كسائر القراء و لوجه التخيير و الترك و عدم الترك لهذه البسملة حكم عجيبة لا يسع الوقت لذكرها و لأنها خارجة عن مقصود هذا الباب و هي آية حيثما وقعت إلا في سورة النمل في كتاب سليمان عليه السّلام فإنها بعض آية و لا أعلم فيها خلافا فهذا قد أبنت لك عن الميزان العملي و العلمي على التقريب و الاختصار فلنبين لك ما يتضمنه هذا المنزل من الأمور التي لم نذكرها مخافة التطويل فاعلم إن هذا المنزل يتضمن علم علل هذه الموازين التي ذكرناها و فيه علم ما يستحقه الرب من التعظيم و فيه علم الآخرة الذي بين الدنيا و نزول الناس في منازلهم من الجنة و النار و فيه علم البعث و فيه علم بعض منازل الأشقياء و السعداء و فيه علم السور و فيه علم الاصطلام و فيه علم مراتب العالم العلوي و السفلي و الطبيعي و الروحاني و فيه منزل القربة و لنا فيه جزء لطيف و فيه علم المفاضلة و فيه علم موازنة الجزاء و فيه علم التخليص و الامتزاج و فيه معرفة الوصف الذي لا ينبغي أن يتصف به نبي و عصمة الولي من ذلك و هو عزيز و فيه علم ما يكره في الدنيا و يمقت فاعله و هو محبوب في الآخرة و هو ذلك الفعل بعينه ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب الثاني و ثلاثمائة في معرفة منزل ذهاب العالم الأعلى و وجود العالم الأسفل
من الحضرة المحمدية و الموسوية و العيسوية»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية