﴿وَ لاٰ تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ أَمْوٰاتٌ بَلْ أَحْيٰاءٌ وَ لٰكِنْ لاٰ تَشْعُرُونَ﴾ [البقرة:154] ثم إن تدبير هذه اللطيفة هذا البدن لبقاء الصحبة لما اقتنته من المعارف و العلوم بصحبة هذا الهيكل و لا سيما أهل الهياكل المنورة و هنا ينقسم أهل اللّٰه إلى قسمين قسم يقول بالتجريد عند مفارقة هذا البدن فإنها تكتسب من خلقها و علومها و معارفها أحوالا و هيأت يعلمون بها في عالم التجريد من أخواتها فتطلب درجة الكمال و هذا الصنف و إن كان من أهل اللّٰه فليس من أهل الكشف بل الفكر عليه غالب و النظر العقلي عليه حاكم و القسم الآخر من أهل اللّٰه و هم أهل الحق لا يبالون بالمفارقة متى كانت لأنهم في مزيد علم أبدا دائما و إنهم ملوك أهل تدبير لمواد طبيعية أو عنصرية دنيا و برزخا و آخرة و هم المؤمنون القائلون بحشر الأجساد و هؤلاء لهم الكشف الصحيح فإن اللطيفة الإلهية لم تظهر إلا عن تدبير و تفصيل و هيكل مدبر هو أصل وجودها مدبرة فلا تنفك عن هذه الحقيقة و من تحقق ما يرى نفسه عليه في حال النوم في الرؤيا يعرف ما قلناه فإن اللّٰه ضرب ما يراه النائم في نومه مثلا و ضرب اليقظة من ذلك النوم مثلا آخر للحشر و الأول ما يؤول إليه الميت بعد مفارقة عالم الدنيا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية