يعني في زعمه فإنه في نفس الأمر ليس إلا إله واحد و لهذا قرر صلى اللّٰه عليه و سلم حكم المجتهد سواء أصاب أو أخطأ بعد توفيته حق الاجتهاد جهد طاقته و ما رزقه اللّٰه من قوة النظر في ذلك و قرر له الأجر مرة واحدة إن أخطأ و مرتين إن أصاب فاعلم أن المجتهد قد يخطئ ما هو الأمر عليه في نفسه و مع هذا قد تعبده به و أعطاه على ذلك أجر الاجتهاد لما فيه من المشقة لأنه من الجهد و الجهد بذل الوسع خاصة فإن اللّٰه ما كلف عباده إلا وسعهم في نفس الأمر و لم يخص صلى اللّٰه عليه و سلم في الاجتهاد فرعا من أصل بل عم فمن خصص ذلك بالفروع دون الأصول فهو من الاجتهاد أيضا تخصيص ذلك و تعميمه و كلاهما مأجور في اجتهاده
«وصل»
و من نفس الرحمن أيضا قوله تعالى حكاية عن معصوم في قوله عن الخطاء و هو رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم ﴿مٰا مِنْ دَابَّةٍ إِلاّٰ هُوَ آخِذٌ بِنٰاصِيَتِهٰا﴾ فأخرج و ضيق المتسع فنفس اللّٰه بتمام الآية و التعريف بقوله ﴿إِنَّ رَبِّي عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [هود:56] فقوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية