«قال عليه السلام في الشمس إنها تستأذن في الطلوع و حينئذ تطلع فيؤذن لها فإذا جاء وقت طلوعها من مغربها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتصبح طالعة من مغربها فذلك حين» ﴿لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا﴾ [الأنعام:158] فالفلك متحرك بالإرادة ليعطي ما في سمائه من الأمر الإلهي الذي يحدث أشياء في الأركان و المولدات و بتلك الحركات الفلكية يظهر الزمان فالزمان لا يحكم في مظهره و إنما يحكم فيما دونه فلا حكم للزمان في حركات الفلك لأنه المظهر عينه و للحوادث الظاهرة و الطارئة في الأفلاك و السموات و العالم العلوي أسباب غير الزمان و حركات الفلك مرتبة متتالية الأجزاء على طريقة واحدة كتحرك الرحى فكل جزء لا يفارق مجاوره و حركة الأركان ليست كذلك فإن حركة العنصر متداخلة بعضها في بعض يزول كل جزء عن الجزء الذي كان يجاوره و يعمر أحيازا غير أحيازه التي كان فيها فأسباب حركة العنصر تخالف أسباب حركة الفلك لأن حركة الفلك ما تعرف سوى ما تعطيه في الأركان من التحريك و شعاعات كواكبها بما أودع اللّٰه فيها من العقل و الروح و العلم تعطي في أشخاص كل نوع من المولدات على التعيين من معدن و نبات و حيوان و جن و ملك مخلوق من عمل أو نفس بقول من تسبيح و ذكر أو تلاوة و ذلك لعلمها بما أودع اللّٰه لديها و هو قوله تعالى ﴿وَ أَوْحىٰ فِي كُلِّ سَمٰاءٍ أَمْرَهٰا﴾ [فصلت:12]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية