نظر البنون إليك أخت أبيهم *** فتنافسوا عن همة مغلوله
إلا القليل من البنين فإنهم *** عطفوا عليك بأنفس مجبوله
يا عمتي قل كيف أظهر سره *** فيك الاخى محققا تنزيله
حتى بدا من مثل ذاتك عالم *** قد يرتضي رب الورى توكيله
أنت الإمامة و الإمام أخوك و *** المأموم أمثال له مسلوله
[النخلة أخت آدم]
اعلم أن اللّٰه تعالى لما خلق آدم عليه السّلام الذي هو أول جسم إنساني تكون و جعله أصلا لوجود الأجسام الإنسانية و فضلت من خميرة طينته فضلة خلق منها النخلة فهي أخت لآدم عليه السّلام و هي لنا عمة و سماها الشرع عمة و شبهها بالمؤمن و لها أسرار عجيبة دون سائر النبات و فضل من الطينة بعد خلق النخلة قدر السمسمة في الخفاء فمد اللّٰه في تلك الفضلة أرضا واسعة الفضاء إذا جعل العرش و ما حواه و الكرسي و السموات و الأرضون و ما تحت الثرى و الجنات كلها و النار في هذه الأرض كان الجميع فيها كحلقة ملقاة في فلاة من الأرض و فيها من العجائب و الغرائب ما لا يقدر قدره و يبهر العقول أمره و في كل نفس خلق اللّٰه فيها عوالم ﴿يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَ النَّهٰارَ لاٰ يَفْتُرُونَ﴾ [الأنبياء:20] و في هذه الأرض ظهرت عظمة اللّٰه و عظمت عند المشاهد لها قدرته و كثير من المحالات العقلية التي قام الدليل الصحيح العقلي على إحالتها هي موجودة في هذه الأرض و هي مسرح عيون العارفين العلماء بالله و فيها يجولون و خلق اللّٰه من جملة عوالمها عالما على صورنا إذا أبصرهم العارف يشاهد نفسه فيها و قد أشار إلى مثل ذلك عبد اللّٰه بن عباس رضي اللّٰه عنه فيما روى عنه في حديث هذه الكعبة و إنها بيت واحد من أربعة عشر بيتا و أن في كل أرض من السبع الأرضين خلقا مثلنا حتى إن فيهم ابن عباس مثلي و صدقت هذه الرواية عند أهل الكشف
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية