﴿اِتَّبِعْ مٰا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام:106] هذا توحيد الاتباع و هو من توحيد الهوية فهو توحيد تقليد في علم لأنه نصب الأسباب و أزال عنها حكم الأرباب لما قالوا ﴿مٰا نَعْبُدُهُمْ إِلاّٰ لِيُقَرِّبُونٰا إِلَى اللّٰهِ زُلْفىٰ﴾ [الزمر:3] فلو قالوا ما نتخذهم و أبقوا العبودية لجناب اللّٰه تعالى لكان لهم في ذلك مندوحة بوضع الأسباب الإلهية المقررة في العالم فأمر ﷺ أن يعرض عن الشرك لا عن السبب فإنه قال في مصالح الحياة الدنيا ﴿وَ لَكُمْ فِي الْقِصٰاصِ حَيٰاةٌ﴾ [البقرة:179] فعلل و لام العلة في القرآن كثير و هذا أيضا فيه ما في السابع من توحيد الاسم الرب و عمم إضافة جميعنا إليه و هنا خصص به الداعي فكأنه توحيد في مجلس محاكمة فيدخل فيه توحيد المقسط لإقامة الوزن في الحكم بين الخصماء بين ذلك قوله ﴿وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام:106]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية