[نصرة ملائكة التسخير بالدعاء للمؤمنين التائبين]
فهذا استنصارهم اللّٰه في حق المؤمنين العصاة و أما نصرتهم بالدعاء لمن تاب منهم فهو قولهم ربنا ﴿فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تٰابُوا وَ اتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَ قِهِمْ عَذٰابَ الْجَحِيمِ﴾ [غافر:7] فصرحوا بذكرهم لما كان هؤلاء قد قاموا في مقام القرب الإلهي بالتوبة و قرعوا بابها في رجعتهم إلى اللّٰه و الملائكة حجبة الحق فطلبوا من اللّٰه المغفرة لهم لما اتصفوا بالتوبة و هذا من الأدب ثم إنهم لما عرفت الملائكة أن بين الجنة و النار منزلة متوسطة و هي الأعراف فمن كان في هذه المنزلة ما هو في النار و لا في الجنة و علمت من لطف اللّٰه بعباده أنه يجيب دعوة الداعي إذا دعاه فقالت الملائكة بعد قولهم ﴿وَ قِهِمْ عَذٰابَ الْجَحِيمِ رَبَّنٰا وَ أَدْخِلْهُمْ جَنّٰاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ﴾ أي لا تنزلهم في الأعراف بل أدخلهم الجنة ﴿وَ مَنْ صَلَحَ﴾ [الرعد:23] الواو هنا بمعنى مع يقولون مع من صلح ﴿مِنْ آبٰائِهِمْ وَ أَزْوٰاجِهِمْ وَ ذُرِّيّٰاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [غافر:8] كما قال العبد الصالح ﴿وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [المائدة:118] و لم يقل واحد منهم إنك أنت الغفور الرحيم أدبا مع الجناب الإلهي من الطائفتين فاجتمعوا بذكر هذين الاسمين في حضرة الأدب مع اللّٰه
[نصرة ملائكة التسخير بالدعاء للملائكة الموكلين بقلوب الآدميين]
ثم زادت الملائكة في نصرتها للملائكة الموكلين بقلوب بنى آدم و هم أصحاب اللمات ينصرونهم الدعاء على أعدائهم من الشياطين أصحاب اللمات الموكلين المسلطين على قلوب العباد المنازعين لما تلقى الملائكة على قلوب بنى آدم في لماتها فقالوا ﴿وَ قِهِمُ السَّيِّئٰاتِ﴾ [غافر:9] نصرة للملائكة على الشياطين ثم تلطفوا في السؤال بقولهم ﴿وَ مَنْ تَقِ السَّيِّئٰاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ﴾ [غافر:9]
[نصرة ملائكة التسخير بالاستغفار لجميع من في الأرض من الآدميين من غير تعيين]
ثم من نصرتهم لمن في الأرض من غير تعيين مؤمن من غيره قول اللّٰه تعالى عنهم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية