﴿لَقَدْ سَمِعَ اللّٰهُ قَوْلَ الَّذِينَ قٰالُوا إِنَّ اللّٰهَ فَقِيرٌ وَ نَحْنُ أَغْنِيٰاءُ﴾ [آل عمران:181] فألحقهم في العقاب بالكفار و هم الذين ستروا ما يجب للحق عليهم من التنزيه و الاشتراك في أسماء الصفات لا في مسمياتها فالعبد معناه الذليل يقال أرض معبدة أي مذللة
[لا يذل لله من لا يعرفه تعالى]
قال اللّٰه عز و جل ﴿وَ مٰا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّٰ لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات:56] و ما قال ذلك في غير هذين الجنسين لأنه ما ادعى أحد الألوهية و لا اعتقدها في غير اللّٰه و لا تكبر على خلق اللّٰه إلا هذان الجنسان فلذلك خصهما بالذكر دون سائر المخلوقات فقال ابن عباس معناه ليعرفوني فما فسر بحقيقة ما تعطيه دلالة اللفظ و إنما تفسيره ليذلوا لي و لا يذل له من لا يعرفه فلا بد من المعرفة به أولا و أنه ذو العزة التي تذل الأعزاء لها فلذلك عدل ابن عباس في تفسير العبادة إلى المعرفة هذا هو الظن به
[مقام العبودية لم يتحقق به على كماله مثل رسوله اللّٰه]
و لم يتحقق بهذا المقام على كماله مثل رسول اللّٰه ﷺ فكان عبدا محضا زاهدا في جمع الأحوال التي تخرجه عن مرتبة العبودية و شهد اللّٰه له بأنه عبد مضاف إليه من حيث هويته و اسمه الجامع فقال في حق اسمه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية